الأربعاء 16 اكتوبر 2024

صرخة أنثوية لكل "عزت"

مقالات16-10-2024 | 12:02

حالة واسعة من الجدل أثارها مسلسل "أزمة منتصف العمر" وعاد ليتصدر التريند من جديد عقب عرضه على شاشة التلفزيون لأول مرة.. فهذا ضد جراءة قصته لبعدها التام عن المجتمع الشرقي، وتلك تدافع عن أحداثه مؤكده أن الواقع يخفي الأكثر وجعاً..

ووسط كل ما قيل، وقفت طويلاً عند شخصيتين، الأولي قدمها الفنان رشدي الشامي وهو "عزت" زوج "فيروز" ريهام عبد الغفور والذي اختار من تصغره بسنوات لتربي ابنته الوحيدة"مريم" رنا رئيس وتكون بمثابة أمها، وبدلاً من تقديره لها أهمل احتياجاتها وتجاهل مشاعرها ولم يكتفي بذلك فحسب بل طعنها بخنجر الغدر وتزوج من صديقة ابنته.. والنتيجة كانت تورطها في علاقة غير أخلاقية مع زوج ابنتها الروحية "عمر" كريم فهمي بل وموت الابنة التي زعم مراراً وتكراراً أنها الأهم في حياته..

وبالرغم من عدم تعاطفي ولو لثواني مع "فيروز"، فالمرأة العفيفة الحرة لا ترضى لنفسها بالخيانة مهما كانت الأسباب والظروف، فيمكن لها أن تثور وتقلب البيت على من فيه، ومن المحتمل أن ترفض أي مراضاة وتتمسك بالطلاق لكنها أبداً لن تهين نفسها بما يتنافى مع دينها وأخلاقها..لكنني في نفس الوقت  أدين "عزت" وأراه المسئول عن ضياع زوجته وأبنته جراء مفاهيمه المغلوطة حول الرجولة،.. تلك المعتقدات الخاطئة لم تلحق ضرراً ببطلات المسلسل فحسب بل بمستقبل كثير من الأسر، فهذا الـ"عزت"يعبر عن أدمغة عدد ليس بقليل من الرجال.. فالإحتواء عندهم يعني الاكتفاء المادي  ضاربين عرض الحائط بالسخاء العشقي  والتناغم الوجداني، والإخلاص من وجهة نظرهم يتمثل بالعودة أخر المطاف لحضن من اختاروها لتحمل أسمائهم في الأوراق الرسمية حتى لو جرحوا أحاسيسها بذهابهم لكل تاء تأنيث تأتي في سكتهم. والمحصلة، أعداد يصعب حصرها  لنساء يعشن بقلب مكسور بعد غدر من سبق ورهن أعمارهن على طلة حضوره..

أما الشخصية الثانية التي توقفت عندها. فهي الفنانة هند عبد الحليم أو "سلمى" زوجة "عمر" الأولى التي أدمنت حبه، فذهبت لطريق المخدرات في محاولة يأسه للهروب من تخليه عنها،  فلا أحد يمكن أن يتصور مقدار معاناة امرأة تعيش معلقة على مصل رجل بقدومه تتغير الأقدار وببعاده تنتهي الحياة..

وحدهن اللواتي تعافين من الحب يستطعن أن يقصوا علينا أهوال ومخاطر إدمانه، وينبهوننا قبل الوقوع فريسة لمن لا يعبئ بمشاعرنا.  

وأخيراً وليس بأخر، سواء كانت أحداث "أزمة منتصف العمر" واقع أم خيال، فالأكيد أنها صرخة أنثوية لكل عزت وإن اختلف اسمه، ليعيد النظر في خصال الرجولة ربما يحافظ على أقرب الناس إليه، وناقوس إنذار لكل امرأة تقع في دائرة إدمان الحب جائز تلملم كرامتها المهدرة على أرضية قلب لا يستحقها  وتفر بنفسها قبل أن تضيع المتبقي من حياتها.