الأربعاء 16 اكتوبر 2024

في يوم الغذاء العالمي.. لا تنسوا معاناة أهل غزة

نقص الغذاء في غزة

تحقيقات16-10-2024 | 14:16

أماني محمد

يحتفل العالم باليوم العالمي للغذاء، الذي يوافق يوم 16 أكتوبر من كل عام، يتزامن اليوم هذا العام مع استمرار الحرب على غزة التي أنهكت القطاع والشعب الفلسطيني الذي بات يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية وانهيار في المرافق والبنية التحتية، وبات سوء التغذية ونقص الغذاء من أكبر الأزمات في القطاع وسط وضع يشبه حالة مجاعة وفقا لتحذيرات أممية من انهيار الأوضاع الإنسانية في غزة.

ويتزامن ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع والحصار المفروض لمنع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، سواء في الشمال أو الجنوب، وقصف متواصل برا وبحرا وجوا، فيما لا يزال أطفال غزة يموتون أمام أعين أسرهم بسبب استمرار نقص الطعام والمواد الغذائية وتدمير خدمات الرعاية الصحية.

نقص الغذاء في غزة

ووصفت "يونيسيف"، في وقت سابق، ما يحدث في قطاع غزة بأنه واحدة من أكثر أزمات نقص الغذاء خطورة في التاريخ هي التي يشهدها قطاع غزة الآن، محذرة من وجود خطر حقيقي لحدوث مجاعة وسط تدمير أغلب الأراضي الزراعية في قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية.

وتشير التقديرات الأممية إلى نقص حاد في المواد الغذائية بين أهالي القطاع، ففي تقرير عن أوضاع الأطفال في غزة حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أن 3500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، وأن  9 من كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وأن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.

وأفاد التقرير أن الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال، داعيا الحكومات إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمنع نقص الغذاء لدى الأطفال.

فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من أن 3 آلاف و500 طفل في القطاع يواجهون خطر الموت جوعا؛ جراء القيود والحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر2023.

وفي مطلع أكتوبر الجاري، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن استمرار القصف الإسرائيلي على المناطق الواقعة جنوب مدينة غزة، وكذلك دير البلح وخان يونس ومنطقة رفح، أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين والنزوح وتدمير البنية التحتية المدنية في قطاع غزة، ونقص الإمدادات الغذائية.

وأوضح المكتب أنه لم يتلق أكثر من 1.4 مليون شخص في جميع أنحاء غزة حصصهم الغذائية الشهرية أواخر سبتمبر المنقضي، مشيرا إلى أن شركاء الأمم المتحدة أكدوا أن أكثر من 150 مطبخا كانت تقدم حوالي 600 ألف وجبة مطبوخة للأسر في جميع أنحاء غزة كل يوم منذ الأسبوع الثالث لشهر سبتمبر الماضي، مضيفا أنه من المتوقع أن ينخفض هذا المعدل من إنتاج الوجبات في أكتوبر الجاري مع انخفاض الإمدادات.

وفي سبتمبر الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة في حاجة ماسة إلى توفير الغذاء والمساعدات المعيشية، في ظل استمرار إعاقة الاحتلال لعمليات وصول المساعدات، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، حيث أكد أن "نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع".

ويترافق خطر تزايد حالات سوء التغذية مع انهيار خدمات علاجه، وخاصة لدى الأطفال، حيث قالت يونيسيف إن يستغرق علاج الطفل من سوء التغذية الحاد عادة 6–8 أسابيع من الرعاية المتواصلة ويتطلب أغذية علاجية خاصة والمياه المأمونة فضلاً عن الدعم الطبي الإضافي، وأنه يواجه الأطفال المصابون بسوء التغذية مخاطر أكبر للإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية الأخرى بسبب محدودية توفر المياه الصالحة للشرب، وتسرب مياه الصرف الصحي، ودمار البنية التحتية، ونقص مستلزمات النظافة الشخصية في القطاع.

وبأقل الإمكانيات ووفقا للمتاح، حاول أهالي غزة التغلب على الجوع ونقص الغذاء وأجبروا على شرب المياه المالحة وتناول الأغذية غير الصالحة مثل الأرغفة المصنوعة من أعلاف الحيوانات.