دعا مؤتمر "دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية"، إلى ضرورة وضع استراتيجية للاستفادة من هذه الكفاءات لدعم القطاعات الصحية في الدول العربية، وتفعيل دورها، وإيجاد المناخ الملائم لإطلاق طاقاتها في خدمة دولها الأصلية.
وأكد "إعلان عمان"، الصادر في ختام أعمال المؤتمر العربي الأول حول دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة، اليوم الأحد ضرورة إنشاء قاعدة بيانات تضم الكفاءات الصحية العربية في المهجر، بما يعزز دورها في تنفيذ البرامج والاستراتيجيات العربية والإقليمية، والاستفادة من خبراتها في مختلف المجالات الصحية، ودعم النظم الصحية العربية، خصوصاً في مجالات الإغاثة الإنسانية، وطب الطوارئ، والتدريب، والصحة العامة، والطب عن بُعد.
وأشار إلى أن هذه الكفاءات تمثل ثروة بشرية ذات قيمة عالية، وفرصة مهمة تستوجب وضع رؤية شاملة وإطار عملي يمكّن الجميع من التفاعل الإيجابي معها، باعتبارها ركيزة أساسية للنظم الصحية.
وأوضح أن هجرة العاملين الصحيين من أهم الموضوعات على الأجندة الصحية العالمية؛ نظراً لتنامي الظاهرة في ظل نقص عالمي واحتياجات مستقبلية لمقابلة متطلبات التغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة.
وشدد على أهمية متابعة الجهود الوطنية والعربية والإقليمية والدولية للتصدي لظاهرة هجرة الكفاءات الصحية وتحليلها، ووضع حلول تخفف من آثارها السلبية على النظم الصحية العربية، وتعود بالفائدة على الأمن الصحي في المنطقة العربية.
وبين ضرورة تنظيم الهجرة الصحية والهجرة العائدة، وتعاون الدول العربية في هذا الشأن، مع اعتماد سياسات وبرامج وإجراءات لتنمية الكوادر البشرية واستبقائها.
وشدد على أهمية التعاون بين الدول العربية لتعزيز المكاسب من هجرة العاملين الصحيين، والاستفادة من قدراتهم في تنفيذ برامج وأنشطة ومبادرات تسهم في تعزيز النظم الصحية وتطوير خدمات الرعاية الصحية، ونقل المستجدات في مجالات الصحة.
ودعا وزارات الصحة العربية إلى إعداد برامج لتحفيز الكفاءات الصحية المهاجرة، ووضع سياسات وطنية لجذب هذه الكفاءات؛ بهدف بناء قدراتها وتطوير خدماتها ونظمها للرعاية الصحية، ودعم البحث العلمي.
كما دعا إلى وضع رؤية شاملة وإطار عملي للتفاعل الإيجابي مع هجرة العاملين الصحيين، وتطبيق مفاهيم حوكمة الهجرة، وإيجاد مناخ ملائم لإطلاق طاقات الكفاءات الصحية في خدمة دولها الأصلية، إلى جانب تقديم مبادرات لتمكين هذه الكفاءات المهاجرة من المساهمة الفاعلة في مسيرة التعليم التخصصي، والاستفادة منها في دعم التدريب وبناء قدرات الكوادر الصحية العربية.
وثمّن الإعلان دور وزارة الصحة الأردنية، ووزارات الصحة العربية، والأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، وقطاع الشؤون الاجتماعية وإدارة الصحة والمساعدات الإنسانية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والجهود التي ساهمت في نجاح أعمال المؤتمر.
وأكد الإعلان أهمية تنظيم هذا المؤتمر بشكل دوري تحت مظلة جامعة الدول العربية، بالتنسيق مع المجلس العربي للاختصاصات الصحية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، ومنظمة العمل العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، لتعزيز التعاون حول هجرة العاملين الصحيين والاستفادة من خبراتهم لدعم القطاع الصحي في الدول العربية.
وانعقد مؤتمر "دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية"، في العاصمة الأردنية عَمّان، على مدار يومين ، تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومشاركة عدد من وزراء الصحة العرب.