الإثنين 21 اكتوبر 2024

قبل انطلاق قمة البريكس.. خبراء: توحيد العملة يسهل حركة التجارة بين الدول المشاركة| خاص

قمة البريكس

اقتصاد21-10-2024 | 14:43

أنديانا خالد

تنطلق قمة البريكس غدا الثلاثاء، بمنطقة كازان بروسيا، حيث تسعى القمة في دروتها مناقشة إمكانية الحد من هيمنة الدولار في التعاملات التجارية، وأن يكون هناك عملة خاصة بدول البريكس، تساعد على تسهيل حركة التجارة بين الدول.

وتضمن اقتراح روسيا لإجراء تعديلات على نظام المدفوعات عبر الحدود بين مجموعة دول "بريكس" (BRICS) بهدف تجاوز النظام المالي العالمي، إذ تسعى البلاد لحماية اقتصادها من العقوبات القاسية المفروضة عليها.

ويشمل المقترح بناء شبكة من البنوك التجارية يمكنها إجراء هذه المعاملات بالعملات المحلية للدول الأعضاء ضمن التحالف، بالإضافة إلى إنشاء روابط مباشرة بين البنوك المركزية، وفق تقرير أعدته وزارة المالية الروسية وبنك روسيا المركزي.

وأشارت وزارة المالية الروسية إلى أن النظام متعدد العملات سيحتاج إلى عزل المشاركين فيه عن أي ضغوط خارجية مثل العقوبات العابرة للحدود -في إشارة للعقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا- وأن المصالح الأميركية لا تتوافق دائماً مع مصالح المشاركين الآخرين داخل الشبكة المالية العالمية.

وتنطلق قمة البريكس تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، والتي ستعقد في قازان في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري، وتضم مجموعة "بريكس" عدة دول تم إنشاؤها عام 2006 من قبل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2011، ومنذ بداية عام 2024، انضمت إلى "بريكس" مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات والسعودية.

هاني أبو الفتوح: فكرة إصدار عملة موحدة للبريكس جذابة لهذه الأسباب

وحول إمكانية إصدار عملة موحدة لدول البريكس، أوضح الخبير الاقتصادي، هاني أبو الفتوح، أن فكرة إصدار عملة موحدة للبريكس جذابة لعدة أسباب، منها تعزيز الاستقرار المالي وتقليل الاعتماد على الدولار، إلا أنه سيكون بعض التحديدات الكبيرة دون تحقيق هذا الهدف.

وأضاف في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن أبرز هذه التحديات هي وجود اختلافات اقتصادية كبيرة بين الدول الأعضاء، وأيضا قلة التكامل الاقتصادي بينها، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية العالمية.

فيما قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، تفعيل انضمام مصر للتجمع يعزز من الشراكة الثنائية بينها وبين دول التجمع ويزيد من حجم التبادل التجاري بين مصر وهذه الدول بالعملات المحلية ما يخفف من الضغط على العملة الصعبة، كما أنه يفتح أسواق جديدة للمنتج المصري بأسواق هذه الدولة خاصة بعد زيادة أعدادها.

أشرف غراب: الصين عملاق البريكس ستصبح أكبر اقتصادات العالم في الناتج المحلي 2025

وأضاف في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن التجمع يتحرك نحو اعتماد عملة جديدة مشتركة وإنشاء نظام مالي جديد، مما يسهم في تعزيز وتنمية التجارة الخارجية لمصر ويقلل من اعتماد مصر على الدولار ما يعود على الجنيه المصري بتحسين قيمته مقابل سلة العملات الأخرى، خاصة وأن الصين وهي أكبر دول التجمع من المتوقع أن تصبح خلال عام 2025 أكبر اقتصادات العالم في الناتج المحلي، وهي أكبر مصدر للمواد الخام عالميا ما يزيد من حجم وارداتها لمصر بالعملة المحلية ما يسهم في دعم الصناعة المصرية ويسهم في تعظيم الصناعة الوطنية وتحقيق ما تسعى له مصر بتعميق المنتج المحلي وتصنيع أغلب المنتجات المستوردة حتى نصل للاعتماد بنسبة كبيرة على المنتج المحلي فيما بعد.

وأشار إلى أن مشاركة مصر في قمة تجمع بريكس التي ستنعقد خلال الشهر الجاري في روسيا، بعد انضمامها رسميا كعضو عامل في التجمع، بمشاركة رؤساء 11 دولة هم أعضاء التجمع وعلى رأسها روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة لمصر.

خبير: بريكس يستحوذ على نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي

واستكمل غراب، بأن تجمع بريكس يستحوذ على نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي و25% من صادرات العالم وينتج ما يقارب 35% من الحبوب عالميا، ويضم أكبر اقتصاديات العالم، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للتجمع خلال العام الجاري الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة السبع بنسبة كبيرة

وتوقع أن يزيد حجم الوفود السياحية من دول التجمع لزيارة مصر خلال الأعوام المقبلة خاصة بعد إنشاء مدينة رأس الحكمة السياحية العالمية واشتمال مصر على المناطق الأثرية الفرعونية والرومانية والإسلامية والشواطئ السياحية، إضافة إلى أن عضوية مصر في بنك التنمية الجديد التابع لتجمع بريكس يعزز قدرتها على دعم التنمية المستدامة وتعزيز السيولة وتنويع مصادر تمويلها بشروط وإجراءات ميسرة لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

خالد الشافعي: إصدار عملة جديدة بديلة للدولار يقلل هيمنة العملة الأمريكية على التجارة العالمية

وأوضح الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أنه آن الأوان  لدول تجمع البريكس أن يكون لهم عملة واحدة تكون بديلة للدولار، الأمر الذي يزيد من حركة التبادل التجاري، ويخلص الدول من هيمنة الدولار على حركة التجارة العالمية.

وأضاف في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن إصدار عملة جديدة كبديل للدولار يساهم في تقليل هيمنة العملة الأمريكية على التجارة العالمية، مما يكون في صالح الدول المشاركة في تجمع البريكس والتي تبلغ نحو 38 دولة من ضمنهم مصر، حيث انضمنت مصر إلى البريكس في يناير 2024.

مقترح عملة موحدة لدول البريكس 

وتتضمن الخطة الروسية المقترحة، إنشاء مراكز للتبادل التجاري للسلع الأساسية مثل النفط والغاز الطبيعي والحبوب و الذهب، من بين المقترحات التي قدمتها روسيا استخدام تقنية السجلات الموزعة (DLT) ، أو منصة متعددة الجنسيات جديدة للسماح بالتسويات باستخدام الرموز المشفرة.

وأشار المقترح الروسي إلى أن الميزة الرئيسية لاستخدام نموذج التسوية بتكنولوجيا السجلات الموزعة هي القضاء على مخاطر الائتمان" المرتبطة بالنظام المصرفي التقليدي، ويمكن لتكنولوجيا السجلات الموزعة أيضاً تقليل أوقات المعالجة والتكاليف، بحيث يخلو من الكيانات الوسيطة وفحوصات الامتثال للقوانين، ما سيوفر لدول "بريكس" ما يصل إلى 15 مليار دولار سنوياً إذا استخدمت نصف إجمالي التحويلات عبر الحدود هذه المعاملات.