الإثنين 21 اكتوبر 2024

معبد أبو سمبل.. هدية الفراعنة للعالم

معبد أبو سمبل

ثقافة21-10-2024 | 17:19

فاطمة الزهراء حمدي

أبو سمبل معجزة إبداعية هندسية برع في إنشائه الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهو أحد أهم معالم مصر القديمة، حيث يقع في جنوب مصر بالقرب من الحدود الجنوبية، وأحد أهم الإنجازات التي حققها المصريين القدماء.

يجمع المعبد في تحفة إبداعية بين البراعة الهندسية والفلكية والإبداع، ويظهر ذلك جليا في تعامد الشمس في يومي 22 أكتوبر وفبراير على وجه رمسيس الثاني، وصمم أبو سمبل بطريقة هندسية تؤكد على عظمة ودهاء المصريين القدماء، وهو معبد كبير مزدوج يشتق منه معبدين رئيسيين: المعبد الكبير الذي خُصص لعبادة الملك رمسيس الثاني والإله آمون رع، والمعبد الصغير المخصص لزوجته الملكة نفرتاري والإله حتحور.

وعكف المصريون القدماء على إنشائه، حيث تم قطع المعبد كاملاً في الجبل، حوالي عام 1264 قبل الميلاد، كما يشتهر المعبد بتماثيله الأربعة الضخمة جالسة والتي تزين واجهته، والتي انهار أحدها بسبب زلزال قديم ولا تزال بقاياه على الأرض.

ويستقبل الملك رمسيس الثاني زائريه في المعبد حيث تقف التماثيل الضخمة على جانبي الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، وتجلس أربعة آلهة: آمون رع، ورع حورآختي، وبتاح، ورمسيس الثاني بصفته معبودًا، وتم بناء المعبد بدقة عالية بحيث تدخل آشعة الشمس في المعبد يومين في السنة، في 22 فبراير و22 أكتوبر، وتعبر الصالة الرئيسية، وتضيء التماثيل الموجودة في عمق المعبد إلا المعبود بتاح.

على غرار المعبد الكبير يوجد معبد الصغير، يقع في الشمال محفور في الصخور معروف باسم المعبد الصغير، مكرس للآلهة حتحور والزوجة الملكية العظمى لرمسيس الثاني، الملكة نفرتاري، وعلى واجهة المعبد الصغير، تقف تماثيلها الضخمة بنفس حجم تماثيل زوجها.

نقل المعبدين بعد بناء السد العالي بأسوان، من موقعهما الأصلي في عام 1968 الذي هدد بإغراقهما، وتم الانتهاء من عملية النقل بفضل الجهود الدولية التي قادتها اليونسكو، وتم قبول المعبد في قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1979.