السبت 18 يناير 2025

ثقافة

اكتشاف جديد يحدث ثورة في تتبع أصول النظام الشمس

  • 21-10-2024 | 19:02

نيزك عثر عليه في أنجيان بفرنسا في 17 فبراير 2023

طباعة
  • إسلام علي

تصطدم النيازك بسطح الأرض، فعند ذلك لا تحمل فقط بعض الأدلة على الأحداث الفضائية الحالية، ولكنها توفر أيضًا نافذة على الماضي السحيق للنظام الشمسي.

ووفقا لما ذكره موقع  مجلة سميثسونيان، تأتي النيازك، من الكويكبات أو حتى من القمر والمريخ، تعتبر شهادات حية على تكوين الكواكب والنجوم، وهذه الصخور الفضائية التي تعود لمليارات السنين تقدم معلومات غير قابلة للتقدير عن المادة الأولية التي شكلت نظامنا الشمسي، وتتيح الفرصة لدراسة المواد التي ظلت دون تغيير منذ زمن التكوين.

كيف تم تتبع النيازك سابقًا؟

تاريخيًا، كان تتبع أصل النيازك التي تسقط على الأرض تحديًا كبيرًا، فكان العلماء قادرين فقط على تحديد مصدر نسبة صغيرة من هذه النيازك حوالي 6% فقط، ويرجع ذلك إلى صعوبة الربط بين النيازك التي تسقط على الأرض وبين الكويكبات أو الأجسام السماوية الأخرى التي تدور في الفضاء.

وتأتي العديد من هذه النيازك من أماكن بعيدة ومعقدة، وبعضها يمكن تتبعه إلى القمر أو المريخ أو الكويكب فيستا، الذي يعد واحداً من أكبر الكويكبات في حزام الكويكبات.

الاكتشاف الجديد: قفزة نوعية في علم النيازك

ويمثل الاكتشاف الجديد قفزة كبيرة في هذا المجال، فقد تمكن فريق دولي من العلماء من تتبع أصول أكثر من 90% من النيازك المعروفة، مما يُعتبر إنجازًا غير مسبوق في علم الفضاء.

تشير النتائج الجديدة إلى أن حوالي 70% من النيازك المعروفة جاءت من ثلاث عائلات كويكبية فقط، وهي "كارين"، "كورونيس"، و"ماساليا"، وهذه الكويكبات تتواجد في حزام الكويكبات الذي يقع بين مداري المريخ والمشتري.

تفاصيل العائلات الكويكبية

وبالنسبة إلى العائلات الكويكبية الرئيسية التي تم تحديدها، نشأت نتيجة لثلاثة تصادمات ضخمة وقعت منذ ملايين السنين،  فتؤدي التصادمات بين الكويكبات إلى تفتيتها إلى شظايا، وهذه الشظايا تستمر في الدوران في الفضاء، وبمرور الوقت، قد تدفع التصادمات الإضافية هذه الشظايا إلى مسارات تقودها إلى الأرض، لتصبح نيازك.

وأكد الباحثون أن تصادمات "كارين"، "كورونيس"، و"ماساليا" حدثت منذ 5.8 مليون سنة، 7.5 مليون سنة، و40 مليون سنة على التوالي، وهذه الأصول الحديثة نسبيًا مقارنةً بعمر النظام الشمسي الذي يبلغ حوالي 4.6 مليار سنة تعني أن المواد الناتجة عن هذه التصادمات حديثة نسبيًا وتصل إلى الأرض بشكل متكرر.

تقنيات تحديد أصول النيازك

لتحديد أصول النيازك، استخدم العلماء مزيجًا من التحليل الكيميائي والتركيبي للنيازك على الأرض، بالإضافة إلى محاكاة حاسوبية تعتمد على بيانات من تلسكوبات رصدت عائلات الكويكبات الرئيسية، جمعت هذه التقنية الجديدة جمعت بين المسح التلسكوبي وتحليل تركيب النيازك، مما سمح بتتبع أصولها بدقة لم يسبق لها مثيل.

الكوندريتات: مفتاح فهم النظام الشمسي

وتعد الكوندريتات أحد أهم أنواع النيازك التي تم دراستها ، والتي تشكل 85% من النيازك المعروفة على الأرض، والكوندريتات هي نيازك حجرية تحتوي على جزيئات مستديرة تعرف بالكوندريلات.

تحتوي هذه الجزيئات على معادن مثل الزبرجد والبيروكسين، وهي معادن أساسية في تكوين الكواكب والنظام الشمسي، ويعتبر الكوندريتات بمثابة كبسولات زمنية، لأنها احتفظت بتكوينها الأصلي منذ تشكلها في القرص الكوكبي الأولي، وهو القرص الغازي والغبار الذي يحيط بالنجم عند ولادته ويؤدي في النهاية إلى تكوين الكواكب.

أهمية الاكتشاف

هذا الاكتشاف الجديد ليس مجرد خطوة نحو فهم أصول النيازك، بل هو تقدم علمي يمكن أن يُحدث ثورة في دراسة النظام الشمسي، حيث يساعد في فهمنا لأصل النيازك وطريقة وصولها إلى الأرض في بناء صورة أوضح عن كيفية تشكل الكواكب والكويكبات والنظام الشمسي ككل، وهذا يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد مواقع وأصول نيازك أخرى في المستقبل، وربما تقديم معلومات جديدة عن الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا للأرض.

التحديات المستقبلية

وعلى الرغم من هذا التقدم الكبير، إلا أن العلماء ما زالوا يواجهون تحديات في فهم النيازك، ووفقًا للباحثة سارة راسل، قد تمثل النيازك التي تصل إلى الأرض عينة محدودة جدًا من المواد الفضائية الموجودة في حزام الكويكبات، ومن المحتمل أن هناك عائلات كويكبية أخرى لم يتم اكتشافها بعد، وتبقى معظم النيازك التي تشكلت منذ زمن طويل خارج نطاق دراستنا.

الحل المقترح: مهمات فضائية استكشافية

ويعد أحد الحلول الممكنة لتوسيع معرفتنا هو إرسال بعثات فضائية إلى الكويكبات وعائلات الكويكبات نفسها، فهذه البعثات قد تكون مكلفة، لكنها ستسمح للعلماء بالحصول على عينات مباشرة من الكويكبات، مما قد يكشف عن تنوع أوسع للنيازك والمواد الفضائية التي لم تصل إلى الأرض بعد.

الاكثر قراءة