الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

القرار مُتّخذ سلفًا.. هل سترد إيران على الهجمات الإسرائيلية؟

  • 26-10-2024 | 11:50

هجمات إسرائيلية على طهران

طباعة
  • محمود غانم

على الرغم من التحذيرات، أقدمت إسرائيل على شن هجمات ضد أهداف إيرانية، في خطوة قد حددت نتائجها سلفًا، حيث أكدت طهران مرارًا وتكرارًا أن أي هجوم عليها لن يمر دون رد.

وفجرًا، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدقة أهدافًا عسكرية في إيران، وذلك ردًا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة، وفق قوله، قبل أن يعلن -لاحقًا- انتهاء الهجوم الذي أطلقه ضد أهداف عسكرية إيرانية.

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، إن الهجوم الإسرائيلي تسبب في خسائر محدودة، معربة عن الافتخار بقدرات بلادها الدفاعية.

 

تحذير من الرد

وقد أرسلت إسرائيل رسالة إلى إيران، الجمعة، قبل غاراتها الجوية الانتقامية تحذر فيها الإيرانيين من الرد، وفقًا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة، وذلك في محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

وقالت مصادر لـ"أكسيوس"، إن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقًا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه.

مصادر أخرى ذكرت أن إسرائيل حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، مهددة بأنها ستنفذ هجومًا آخر أشد خطورة إذا ردت إيران، وخاصة إذا قتل أو جرح مدنيون إسرائيليون.

 

الرد الإيراني

في السياق ذاته، قال مسؤولون أمريكيون للموقع، إنهم يتوقعون أن ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي في الأيام المقبلة، ولكن بطريقة محدودة تمكن إسرائيل من وقف دورة "العين بالعين".

ومرارًا، قالت إيران إن أي هجوم إسرائيلي عليها يعني تخطي "خطوطنا الحمر، ولن نتركه دون رد"، مؤكدة في الوقت نفسه أنها حددت جميع أهدافها في إسرائيل، وإذا هاجمتنا سنرد بالمثل ونقصف هذه الأهداف.

وسبق الهجمات إسرائيلية، تقرير لـ صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلت فيه عن أربعة مسؤولين إيرانيين، منهم اثنان من الحرس الثوري الإيراني، أن رد طهران ومستوى قوته يعتمد على ما ستقوم به إسرائيل، فإذا شنت القوات الإسرائيلية هجومًا كبيرًا على إيران، مثل استهداف منشآتها النفطية والنووية، سيكون رد الفعل قويًا.

ووفقًا لـ الصحيفة، في حدوث السيناريو المُشار إليه، ستنظر إيران في إطلاق ما يصل إلى 1000 صاروخ باليستي على إسرائيل، وتصعد الهجمات من قبل الجماعات المسلحة بالوكالة في المنطقة، إضافة إلى تعطيل الشحن في الخليج العربي ومضيق هرمز. إلا أن إسرائيل أكدت أن هجماتها طالت أهدافًا عسكرية.

ولكن إذا كانت هجمات إسرائيل محدودة -وهو ما حدث وفقًا لطهران- مثل استهداف بعض المخازن وبعض القواعد العسكرية، قد لا ترد إيران حتى، بحسب المصدر ذاته.

اتصالًا، قال موقع "والا" العبري، إن إسرائيل خططت لهجومها على إيران، بما يتيح للنظام في طهران إنكار حجم الأضرار وإخفائها، وفقًا لما أدورده عن مصادر.

يتعارض ذلك مع ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حيث أكدت أن نظام الدفاع الجوي الإيراني تعرض بالفعل لأضرار جسيمة في موجة الهجمات الأولى.

بالمقابل، أعلن الجيش الإيراني مقتل اثنين من جنوده خلال التصدي للهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم.

وأكد الجيش الإيراني أن الدفاع الجوي تصدى لمحاولات إسرائيلية لضرب مواقع عدة حول طهران وفي أنحاء البلاد، وأن الهجوم تم من خارج الحدود وتسبب بأضرار محدودة.

بدوره، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الإدارة تعتقد أن العملية الإسرائيلية يجب أن تنهي التبادل العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران، وقال إن الحلفاء الآخرين متفقون، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وتابع:"تم إطلاع الرئيس جو بايدن أولًا بأول على تطور العملية من قبل مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، حيث نفذ الإسرائيليون العملية".

وتقول إسرائيل، إن هجماتها تأتي في إطار الرد على الهجمات المتواصلة لما أسمته بـ"النظام الإيراني" ضدها على مدار الأشهر الأخيرة، إلا أنها بشكل عام تأتي ردًا على الهجوم الصاروخي "الباليستي" الذي تعرضت له مطلع الشهر الحالي.

وفي الأول من أكتوبر الحالي، أطلقت طهران عشرات الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب في إلحاق خسائر بشرية وأضرار مادية، فضلًا عن إغلاق المجال الجوي للبلاد، وهرع الملايين إلى الملاجئ على وقع دوي صافرات الإنذار.

وقالت طهران، آنذاك، إن ضرباتها تأتي في السياق الرد على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وفيما تبنت إسرائيل اغتيال نصر الله، خلال غارة استهدفت المقر المركزي للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، نفت أن يكون لها أي مسؤولية باغتيال هنية، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليات بلاده عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

وآنذاك، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الضربة الصاروخية التي نفذتها طهران خلفت أضرارًا في قواعده الجوية، لكنه قلل من أهميتها ولم يكشف عن أماكنها.

ولأكثر من مرة، أكدت إيران أنه إذا ردت إسرائيل على هجماتها، فسيكون ردها أقوى، وذلك لأنها مارست حقها في الدفاع عن النفس استنادًا إلى المادة 51 من الميثاق، واستهدفت حصرًا القواعد العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، حسبما تذكر.

وشددت على استعدادها التام لاتخاذ مزيد من التدابير الدفاعية من أجل حماية مصالحها المشروعة والدفاع عن سيادتها ضد أي عدوان عسكري واستخدام غير قانوني للقوة، وأنها لن تتردد في هذا الصدد، ومع إقدام إسرائيل على شن تلك هجمات، من المتوقع أن نشاهد هجمات إيرانية، مرة أخرى، ضد إسرائيل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة