تتوالى الجرائم الإسرائيلية المقترفة بحق أهالي شمال غزة، حيث يُمعن الاحتلال في ممارسة كرب الإبادة الجماعية، وخاصة بحق المنظومة الصحية المدمرة فعليًا إثر العدوان الذي دخل في عامه الثاني، تحت ذريعة القضاء على حركة حماس.
شمال غزة يباد
بعد حصار دام يومين أتبعه اقتحام، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، من مستشفى كمال عدوان مخلفًا دمارًا هائلًا في المستشفى ومحيطه.
وقبل ذلك، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بأن جيش الاحتلال اعتقل الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة لجرحى ومرضى من المشفى المحاصر، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنه يحتجز النساء في إحدى غرف المشفى دون ماء أو طعام.
وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية والأممية التدخل العاجل لحماية المرضى والكوادر الطبية العاملة بالمستشفى.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قال إنه تلقى معلومات تفيد بأن جيش الاحتلال فصل الرجال عن النساء والأطفال، وبدأ بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم على 13 عامًا للتحقيق والتنكيل، بما في ذلك أفراد الطواقم الطبية، والاعتداء عليهم.
وفي الوقت نفسه، ذكر أن هناك 15 مريضًا في غرفة العناية المركزة، منهم أطفال، مهددون بالموت، وذلك بعد أن قصف جيش الاحتلال محطة الأكسجين بالمستشفى، وهناك معلومات أولية عن وفاة عدد من الأطفال جراء نقص الأكسجين.
وحول الوضع في شمال غزة، حذر المرصد الحقوقي من أن الأوضاع في شمال غزة كارثية بشكل غير مسبوق، حيث تتعرض المنازل للقصف والحرق ولا توجد أي طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في الإنقاذ.
كما حذر من أن تعطيل إسرائيل عمل الدفاع المدني وطواقم الإسعاف بالتوازي مع استهداف وحصار المستشفيات في شمال قطاع غزة يعني قرارًا رسميًا بإعدام آلاف المصابين والمرضى، وذلك ضمن سعيها المعلن، لإكمال تفريغ المنطقة من سكانها بالقوة وطردهم تحت وطأة القتل والتجويع والترهيب، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وتقول العديد من الأصوات الفلسطينية، إن جيش الاحتلال في صدد تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" في شمالي غزة، وهي خطة تقضي بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
مجازر بالجملة
وتأتي حرب الإبادة الإسرائيلية على شمال غزة، كجزء من حرب الإبادة الكبرى التي تمارسها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، منذ السابع من أكتوبر 2024.
وقد أسفرت تلك المجازر الإسرائيلية التي تمارس تحت غطاء القضاء على حركة "حماس" عن مقتل أكثر من 820 فلسطينيًا في غضون 22 يومًا من التطهير العرقي شمال قطاع غزة، وذلك وفق تصريح صحفي صادر عن مكتب الإعلام الحكومي بغزة، موضحًا أن عشرات الشهداء الذين قتلهم الاحتلال شمال القطاع ملقون بالشوارع وداخل المنازل المدمرة
وحول المنظومة الصحية، أكد أن الوضع الصحي شمال القطاع منهار، بسبب حصار جيش الاحتلال المستشفيات، بجانب اقتحامه مشفى كمال عدوان واعتقال الكوادر الطبية ومرضى وجرحى.
وبين أن المنطقة هناك تعاني من كارثة إنسانية جراء استهداف الجيش الإسرائيلي الأحياء السكنية ومراكز النزوح والمستشفيات والبنية التحتية.
تعطل جهود الإغاثة
وفي هذا الإطار، أفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، بأنه لا يستطيع الاستجابة لنداءات ومناشدات عديدة تصله من منازل سكنية تعرضت للقصف والحرق الإسرائيلي في بلدة جباليا والنزلة شمالي قطاع غزة.
وتابع:"الدفاع المدني معطل كليًا بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر في شمال غزة".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت ما يزيد عن 143 ألفًا بين شهيد وجريح، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.