أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين الخبير الاقتصادي والمدير العام الأسبق لمكتبة الإسكندرية أن المدن التاريخية جواهر من التراث الإنساني يجب الحفاظ عليها وعلى هويتها وطابعها ونسيجها العمراني التاريخي.
وقال سراج الدين -في كلمته اليوم بعنوان "بناء قاهرة الغد" خلال "أسبوع القاهرة الحضري" الذي يعقد على هامش "المنتدى الحضري العالمي" الـ12 الذي سوف تستضيفه مصر في الفترة من 4 حتي 8 نوفمبر الجاري - إن القاهرة من أقدم عواصم العالم والحكومة المصري تولي اهتماما كبيرا بتطويرها مع الحفاظ على هويتها التاريخية، مؤكدا أن المدينة كائن حي لابد أن يتجدد باستمرار سوًا من البنية التحتية أو الجانب الإقتصادي، والمدن التاريخية يجب أن نولي اهتماما أكبر بهذه الجوانب.
وأشار إلي أن التنمية المستدامة استحدثت في الأمم المتحدة عام 1992 وتعني الإستجابة نستجيب لطلبات الجيل الحالي دون منع الأجيال المستقبلية من الاستجابة لاحتياجاتها، قائلا "علينا الحفاظ على رأس المال الطبيعي والاجتماعي والبشري لإتاحة فرص للأجيال القادمة وعلينا الاستثمار في البشر والمجتمع وخاصة تعليم الإناث وتمكين المرأة لتحقيق التنمية المستدامة".
وأضاف أن هناك إجراءات على الحكومة القيام بها مثل منع بعض الممارسات السلبية مثل إلقاء القمامة بشكل عشوائي وتشجيع بعض الممارسات الإيجابية في الوقت نفسه مثل جذب المستثمرين من القطاع الخاص للاستثمار في تلك المناطق، موضحا أنه يجب الحفاظ على قيمة المباني التراثية مع الاهتمام بتنمية المناطق المحيطة بها مع عدم ربط الأمر بزيادة عدد السائحين لأن الأصل هو الحفاظ على المواقع التراثية بصرف النظر عن مدى إقبال السائحين عليها.
وأشار إلي أن الآثار لها قيمة تاريخيّة وقيمتها المادية لا يمكن تقديرها، مشيرا إلي أن هذه الآثار تكتسب قيمتها من أهميتها التاريخية وبالتالي يجب الحفاظ عليها، أن هناك 3 استراتيجيات مختلفة للحفاظ على التراث هي الفصل بين التراث والجديد والدمج بين التراث والتاريخ وإعادة بناء مواقع تراثية بنفس طرازها، مضيفا أن القاهرة لها تاريخ قديم يشمل كافة العصور والفترات التاريخية المختلفة من فترات الفراعنة حتى التاريخ الحديث.
وأوضح أن مصر عملت على ترميم عدة مواقع إسلامية ومسيحية ويهودية وفرعونية، مشيدا بجهود الدولة المصرية في هذا المجال.
ولفت سراج الدين إلي دور الخديوي إسماعيل في الطفرة العمرانية التي شهدتها القاهرة في القرن الـ19، حيث أسس لما يسمى القاهرة الخديوية التي بنيت على طراز باريس وشملت قصر عابدين وميادين عابدين والأوبرا والتحرير وكوبري قصر النيل بالإضافة إلي حديقة الحيوان وحديقة الأورمان بالجيزة ، مشيرا إلي طفرة عمرانية اخرى شهدتها القاهرة بحي مصر الجديدة وبها العديد من المباني التراثية التي حافظت الحكومة المصرية عليها ورممتها بشكل يحافظ على طابعها المعماري.
وأكد أن القاهرة تعتبر دمجا بين عدة مدن جديدة متداخلة من 6 أكتوبر إلي العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلي أهمية احياء القلب التاريخيّ للقاهرة وتطوير البنية التحتية بها وادخال الطبيعة في المدينة وزيادة المساحات الخضراء في مختلف المناطق .