الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

بالتزامن مع القمة العربية الإسلامية.. جهود مصرية مكثفة ومستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة ولبنان

  • 11-11-2024 | 12:53

العدوان على قطاع غزة

طباعة
  • أماني محمد

على مدار أكثر من 400 يوم، منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي، ومازالت مصر مستمرة في السعي الحثيث لوقف الحرب، والوصول لوقف دائم لإطلاق النار واستعادة جهود ومفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية بحل عادل وشامل، بناء على مقررات الشرعية الدولية، مع التحذير من توسع رقعة الصراع، الذي امتد الآن ليشمل لبنان.

ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، في العاصمة السعودية الرياض، بفعاليات القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي دعت إليها المملكة العربية السعودية، إثر استمرار العدوان على الأراضي الفلسطينية واللبنانية. 

ويلقي الرئيس السيسي كلمة أمام القمة، يجدد من خلالها التأكيد على ثوابت الموقف المصري والجهود المكثفة التي تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان، ومنع انجراف المنطقة لصراع إقليمي واسع النطاق، فضلاً عن الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الحرب على غزة ولبنان

وكانت ولا تزال قضية وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان تشغل أولوية الجهود المصرية، منذ 7 أكتوبر 2023 في القطاع وبعدها العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال الفترة الماضية والذي ازدادت حدته في سبتمبر الماضي، باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لأعضاء حزب الله وأنحاء وضواحي لبنان ومنها الضاحية الجنوبية، وبعدها تنفيذ هجوم أجهزة البيجر لاستهداف أعضاء حزب الله وكذلك تفجير أجهز ة الاتصالات اللاسلكية والذي أسفر عن استشهاد مئات اللبنانيين وإصابة آخرين.

ومنذ ذلك الحين تصاعد العدوان على لبنان بتنفيذ عدة غارات على أنحاء لبنان سواء في جنوب لبنان أو العاصمة بيروت، وخاصة الضاحية الجنوبية، مع بدء تنفيذ عملية برية إسرائيلية في لبنان، وقدمت مصر كل أشكال الدعم للأشقاء في لبنان،  محذرة من أن يؤدي هذا التصعيد الإسرائيلي غير المقبول للمساس بسيادة لبنان.

وتواصلت مصر مع الأشقاء في لبنان للتعبير عن وقوف الدولة المصرية بجانبهم والتضامن معهم، وإدانة كل الإجراءات الإسرائيلية التي تمس سيادة الدولة اللبنانية، حيث شدد الرئيس السيسي على تمسك بلاده برفض أي مساس لسيادة لبنان وأمنه، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في 29 سبتمبر الماضي، حيث أكد الرئيس دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن عدم اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك، كذلك وجه بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري، تضامناً مع شعبه، ومؤكداً استمرار دعم مصر للبنان على جميع الأصعدة.

وتنسق مصر مع عدة أطراف عالميين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في قطاع غزة، وتواصلت جولات المفاوضات والمباحثات بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن، وفي سبتمبر الماضي، استقبلت مصر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الذي أكد خلال مؤتمر صحفي له أن مصر شريك أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود المبذولة إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة والوصول إلى السلام، مضيفًا أن وقف إطلاق النار أفضل فرصة من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.

وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

وعقد الرئيس السيسي مباحثات دبلوماسية وسياسية مع عدد من القادة في العالم، بهدف وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، كذلك لم تتوان مصر، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، أثناء انعقاد جلسة لمجلس الأمن عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في 8 ديسمبر 2023، عن التأكيد على أن «مجلس الأمن عجز لمدة شهرين عن أداء واجبه في وقف إطلاق النار، بل وبات فيه مع الأسف مَنْ يُعرقل هذا الوقف ويمنعه في سابقة خطيرة ستؤثر حتمًا، إن لم تكن أثَّرت بالفعل، على مصداقية منظمة الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمات الحالية والمستقبلية».

مقترح وقف إطلاق النار

وعملت القاهرة بالتنسيق مع واشنطن والدوحة، وأطراف فلسطينية على تبني مقترح واتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات سابقة له، من القاهرة، أنه تم الاتفاق على 15 بندًا من بين 18 في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل، مشيرًا إلى أن حل القضايا المتبقية في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في غزة مسألة إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أهمية الشراكة مع مصر لمواجهة التحديات التي تعانيها المنطقة، قائلًا: "وقف إطلاق النار في غزة سيسهل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل وعلى جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد".

وأعلن الرئيس السيسي تقديم مصر مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة يومين في غزة، وتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين، وذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارته لمصر في أكتوبر الماضي، حيث أكد أن مصر في خلال الأيام القليلة الماضية قامت بجهد في إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف، وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين يتم تبادل 4 رهائن مع أسرى، موضحا أنه ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلي إيقاف كامل لإطلاق النار".

وفي ظل استمرار التعنت الإسرائيلي والتصعيد المستمر في غزة ولبنان، أكد مصر استمرار مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفى اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشتى الطرق والوسائل، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاقٍ أو واجهته من معوقات.

وقالت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، إنها تعتبر استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلى لإنهاء تلك الحرب الضروس، وإمعان فى استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزاً عن وضع حد لها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة