تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية "مجموعة السلطان قايتباى "بقرافة المماليك" التي تضم مسجد أنشأه السلطان المملوكي الجركسي قايتباي المحمودي الأشرفي، ما بين عامي 1472م و1474م، أي منذ ما يقارب 550عام، ويقع في شارع السوق منطقة قايتباي بقرافة المماليك الشرقية بحي منشأة ناصر بمدينة القاهرة.
ويقول موقع محافظة القاهرة الذي سلط الضوء على هذه المجموعة الأثرية ضمن معالم القاهرة القديمة إنها مجموعة معمارية أثرية تضم عدة منشآت تتمثل في مسجد ومدرسة وملحقاتها وقبة وسبيل وكٌتاب ومقعد للسلطان وحوض لسقاية الدواب وربع لإقامة الصوفية، وتُعد هذه المجموعة من أبدع وأجمل المجموعات المعمارية وذلك لجمال تنسيقها.
ويضيف: "الواجهة البحرية هي الواجهة الرئيسية للمجموعة وبها المدخل الرئيسي على يساره يقع سبيل يعلوه كٌتاب ذو وجهتين، الغربية ذات عقدين والشرقية ذات ثلاث عقود. اما يمين المدخل فتقع المئذنة التي تُعد من أرقى المآذن في مصر وهي تتكون من ثلاث دورات. يؤدي المدخل إلى دركاة الدخول وهي مستطيلة بصدرها مصطبة مؤزرة بالرخام بصدرها نافذة عليها مصبعات من البرونز تفتح على إيوان القبلة، وكانت هذه المصطبة مخصصة لجلوس السلطان عند زيارته للمنطقة، وبالدركاة بابان الأيمن يوصل عبر دهليز إلى دور قاعة المدرسة، والثاني يؤدي إلى المئذنة والكٌتاب.
يتكون المسقط الأفقي للمدرسة من دور قاعة مغطاة بشخشيخة محاطة بأربع إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يشرف على الدور قاعة بعقد مدبب ويتوسط الإيوان المحراب، وسقف الإيوان من الخشب المكون من بلاطيم تحصر بينها مناطق مربعة ومستطيلة، مجلدة بالتذهيب والألوان. بزوايا الدور قاعة أربعة أبواب متشابهة في أشكالها يغلق على كل باب منها مصراعان من الخشب بصفائح علوية وسفلية تحمل اسم السلطان قايتباى والدعاء له، الباب الموجود بالركن الغربي يؤدي لسلم يهبط إلى الباب الغربي للمسجد والمعروف بـ “باب السر".
بجوار إيوان القبلة قبة الضريح وتبرز عن الواجهة الجانبية وهي مغطاة بقبة حجرية محمولة على مقرنصات مزخرفه بزخارف نباتية. ويوجد بأرضيتها مدفنان أحدهما أمام المحراب يعلوها تركيبة كبيرة دٌفن أسفلها السلطان قايتباي وكل أسرته من الذكور، والأخرى مخصصة لدفن الإناث من أسرة السلطان.
أما الإيوان الغربي قُسم إلى ثلاثة أقسام، القسم القبلي منه به حجرة المكتبة التي نقلت إلى دار الكتب المصرية.
أما الحوض فهو بناء مستطيل يقع بين ربع الصوفية والمدرسة وكان يستخدم لسقاية الدواب، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل يحيط به من الخارج سور حجري يعلوه سور حديدي، وفيما يتعلق بالربع فهو عبارة عن بناء من ثلاثة طوابق، كما يوجد بالجهة الغربية للمسجد مقعد السلطان.