تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية مسجد السيدة فاطمة النبوية ابنة الإمام الحسين سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وزوجة ابن الحسن السِّبْط الثانى، وأمّ الحسن الثالث، التي لقبت بـ "أم اليتامى وأم المساكين"، وعقب وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمَل اسمها «مسجد فاطمة النبوية».
وفي السطور التالية تقدم بوابة «دار الهلال»، أبرز المعلومات عن المسجد.
يعد المسجد من أقرب المساجد إلى قلوب الناس، لأنه من مساجد آل البيت، والسيدة فاطمة عرفت منذ أن جاءت مصر بـ«أم اليتامى» لأنها كانت حنونة جدا، وكانت تعطف على اليتامى والمساكين.
أقيم المسجد المبارك على أنقاض البيت الذي كانت تقيم به السيدة فاطمة الزهراء منذ قدومها لمصر برفقة عمتها السيدة زينب ودفنت فيه بعد وفاتها وبني لها مقام ومسجد صغير، يقع في زقاق "فاطمة النبوية" قرب منطقة سوق السلاح بالدرب الأحمر.
بداية إنشاء المسجد كان عندما جاءت السيدة فاطمة النبوية بعد حادثة كربلاء، وهناك نماذج كثيرة من آل البيت وفدوا إلى مصر، وهذا كان نتيجة للمضايقات التي حدثت لهم من جانب الأمويين في عهد يزيد بن معاوية.
وبلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وُضعت عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرّة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى خلال فترة حُكمة "1892-1914".
ظل ضريحها بحالته حتى جاء الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذى كان من أمراء المماليك فى عهد علىّ بك الكبير، وقد بَنى مسجد السيدة فاطمة النبوية خلال فترة توليه منصب «كتخدا»، وذلك فى القرن الثامن عشر من الميلاد. وقد بلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط.
وتَعرّض المسجد للتصدع عام 1992، وتم تجديده مرّة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، حتى افتتاحه فى العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضى لتصبح مساحته 2200 متر.
والمسجد من الداخل عبارة عن حوائط تزينها وزرة من شرائط رخامية ملونة، وهذه الحوائط حاملة لأسقف تحمل زخارف إسلامية منفذة بدقة عالية ويحمل الأسقف عقود تحملها أعمدة رخامية بقواعد وتيجان هندسية.