تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية مسجد الإمام الشافعي الذي يعد علامة بارزة في مصر الإسلامية، ويقع في حي الإأمام الشافعي، شرق القاهرة إلى الجنوب من قلعة صلاح الدين، حيث يمكن الوصول إليه من ميدان السيدة عائشة، وأنشئ المسجد تعظيما للإمام.
المسجد ينسب لصاحبه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعي القرشي، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية، والذي يضم بداخله أكبر أضرحة مصر.
تاريخ إنشاء المسجد
بنى المسجد السلطان الكامل الأيوبي 1211م، وهو يقع بجوار الضريح، وللمسجد واجهات من الحجر، وتميزت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وللمسجد مئذنة تشبه المآذن المملوكية وله منبر من الخشب المطعم بالعاج والآبنوس.
أمر الخديوي توفيق باشا بتجديد المسجد فتم تجديده في سنة 1309 هجرية (1891م) على ما هو عليه الآن.
عن الإمام الشافعي
ولد الإمام الشافعي، بغزة عام 767م، وجاء إلى مصر سنة 199 هجرية، ولم يزل بها إلى أن توفى يوم الجمعة عام 819 ميلاديا، ودفن بالقرافة الصغرى.
ضريح الإمام الشافعي
يتكون ضريح الامام الشافعي من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل نحو 15 مترا وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.
ويضم الضريح إلى جوار رفات الإمام الشافعي رفات الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبي ورفات العزيز عثمان بن صلاح الدين كما يضم أيضا رفات والدة الملك الكامل المتوفاة سنة 608 هجرية، كما يضم ثلاثة محاريب تتجه نحو مكة، عند حائط اتجاه قبلة الصلاة. وهناك باب في كل من الحائطين الشرقي والشمالي والحوائط الداخلية مغطاة بالرخام.