ويكأن الحرب لم تقم، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية، خلال الساعات الأخيرة، 10 عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، تكبد على إثرها خسائر فادحة في الأفراد والمعتاد، يعتريها سياسة التعتيم الإسرائيلية.
إنسانيًا، ما زالت الأزمة الإنسانية تعصف بالقطاع جراء شح الطعام والغذاء، وحتى الدواء، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وذلك مع قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتسهيل الأوضاع لعصابات مسلحة خارجة عن القانون لسرقة شاحنات المساعدات، تعزيزًا لسياسة التجويع المتعمدة ضد الفلسطينيين.
العدوان على غزة
في اليوم الـ402 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 مجازر، وصل منها للمستشفيات 62 شهيدًا، بجانب 147 مصابًا، وذلك في غضون الـ 48 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية المرتكبة ضد أهالي قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 43.665 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 103.076 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
إلى ذلك، اعتبرت حركة حماس، الثلاثاء، الهجوم الإسرائيلي "الوحشي" على مدينة بيت حانون بعد ساعات من إدخال مساعدات، إمعان في حرب الإبادة، وتضليل وخداع للمجتمع الدولي عبر الإيهام بالاستجابة لدعوات إدخال المساعدات إلى شمال القطاع.
جاء ذلك تعليقًا على استشهاد 13 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة آخرين، بقصف إسرائيلي استهدف ثلاث منازل في بلدة بيت حانون شمال القطاع، بحسب وكالات الأنباء.
وذكرت حماس:"في استمرار لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، شن جيش الاحتلال الفاشي هجومًا وحشيًا على مدينة بيت حانون، وارتكب خلاله مجزرة بشعة بحق عائلتي شبات والكفارنة"، على حد وصفها.
وبحسب حماس، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصدر تهديدات بإخلاء المدينة تحت وطأة إطلاق النار وقصف مدفعي مكثف، في جريمة تهجير قسري، بعد عملية صورية أدخل خلالها ثلاث شاحنات من المساعدات، دون أن يتمكن مواطنو المدينة المحاصرة من الاستفادة منها.
واتهمت حكومة الاحتلال التي وصفتها بـ"الفاشية" بتضليل المنظومة الدولية عبر الإيهام بإدخال مساعدات، مستغلة حالة التراخي التي يقابل بها المجتمع الدولي انتهاكها لكافة القوانين والأعراف الدولية، والتواطؤ الأمريكي مع جرائم الحرب بحق المدنيين العزل، فيما تواصل إسرائيل حملة التطهير العرقي والإبادة والتجويع بشمال القطاع.
في غضون ذلك، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس عملية تضليل من خلال السماح بدخول مساعدات محدودة جدًا للقطاع تحت ضغط من المجتمع الدولي، لكنه يعرقل وصولها إلى مستحقيها.
وأوضح، في تصريحات صحفية، أن جيش الاحتلال يقوم بذلك عبر تسهيله لعصابات مسلحة خارجة عن القانون سرقة شاحنات المساعدات والبضائع وفرض إتاوات دون تدخل منه، وفي الوقت ذاته، يمنع عناصر الشرطة الفلسطينية وشركات الحراسة الخاصة من تأمين شاحنات المساعدات، وسط تهديدات باستهدافها.
وشدد أن هذه الاستراتيجية التي يتبعها جيش الاحتلال في تسهيل سطو العصابات على المساعدات وعرقلة عناصر الشرطة وشركات الحراسة من تأمينها تعزز سياسة التجويع المتعمدة ضد الفلسطينيين، وتؤكد أن الهدف هو دخول المساعدات لا وصولها.
في السياق ذاته، أكدت أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، أن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كاف في مواجهة الوضع "الكارثي" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
التطورات الميدانية
ميدانيًا، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الساعات الأخيرة عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تكبد على إثرها خسائر فادحة في الأفراد والمعدات.
أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها أوقعوا 10 جنود "صهاينة" بين قتيل وجريح في تفجير منزل بعبوة شديدة الانفجار في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأضافت القسام، في سلسلة بياناتها اليومية، أنها قنصت جندي إسرائيلي، مشيرة في الوقت ذاته إلى استهداف قوة راجلة بقذيفتين أوقعتا عناصرها بين قتيل وجريح في جباليا شمالي قطاع غزة.
وتابعت أنها استهدافت قوة إسرائيلية بقذيفة مضادة للأفراد، موضحة أن القوة كانت متحصنة داخل منزل في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمالي القطاع.
ولاحقًا، كشفت أن مقاتليها أجهزوا على قوة إسرائيلية قوامها سبعة جنود داخل أحد المنازل بقذيفة "تي بي جي TBG" مضادة للتحصينات، قرب مسجد أولي العزم في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأضاف الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها استهدفوا دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105"، موضحة أنه تم اعتلاؤها والإجهاز على طاقمها، واغتنام رشاش منها قرب مدرسة الفاخورة غرب مخيم جباليا.
وأعلنت عن استهداف جرافة إسرائيلية من نوع D9 بقذيفة "الياسين 105" قرب مدرسة شادية أبو غزالة غرب معسكر جباليا شمال القطاع.
فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف جرافة عسكرية إسرائيلية بقذيفة تاندوم في شارع العجارمة وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وذكرت السرايا أنها نفذت عملية بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم قصفت خلالها جنود الاحتلال الإسرائيلي في موقع الرشيد على محور نتساريم.
وذكرت الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية التي تنزل بها جراء حربها على قطاع غزة، تخوفًا من ردود الفعل التي قد تنشأ جراء الحقائق نشر المعطيات الحقيقية.