يُعد أحد أهم نقاد المسرح المصري، ولقب بـ "فارس النقد المسرحي"، لأنه يعتبر من النقاد القلائل الذين اهتموا بأدق تفاصيل المسرح بشكل عام ودراسة المسرح المصري بشكل خاص، كما قام بتأليف أكثر من 30 كتابًا، إنه الناقد والكاتب المسرحي الكبير "فؤاد دوارة" الذي تُحل اليوم ذكرى ميلاده.
"فؤاد دوارة"
ولد فؤاد محمود دوّارة في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر عام 1928 بحي كوم الدكة بالإسكندرية ونشأ هناك، تأثر بأخيه محمد حيث كان يكثر من شراء الكتب والمجلات العربية والأجنبية، فكان يتأمل دوارة في صورها في البداية ثم يحاول أن يقرأ بعض الكلمات إلى أن تعلمّ القراءة.
التحق دوّارة بمدرسة سعيد الأول بالاسكندرية في عام 1937م لدراسته الإبتدائية، ثم المدرسة العباسية الثانوية حتى عام 1946م، حتى التحق بعدها في كلية الآداب جامعة الاسكندرية عام 1954م، وحصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977م.
أقام فؤاد دوارة في الكويت في عام 1974 وحتى 1978، وزار العراق سنة 1978، وفرنسا وبريطانيا وبلغاريا سنة 1977، وعاش قصة حب كبيرة انتهت بالزواج أيام دراسته في الكلية، فتزوج وله 4 أولاد، منهم المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.
تدرج فؤاد دوارة العديد من المناصب ومنها: أمينًا لمكتبة جامعة الإسكندرية، وقام بتدريس اللغة العربية في المدارس الثانوية، ومدير تحرير مجلة «المجلة» في وزارة الثقافة، ومدير المطبوعات في دار الكتب المصرية ومدير مركز إعداد الروّاد الثقافيين بالثقافة الجماهيرية.
كما شغل منصب أستاذ أدب المسرح والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ومستشار الثقافة الجماهيرية في وزارة الثقافة، كما كان عضوًا في اتحاد الأدباء المصريين، وعيّن مستشارًا لوزير الثقافة من 1986 حتى 1988 حتى تقاعد.
اهتم دوارة بالنقد المسرحي حتى برز فيه، فكان من النقاد الجادين في عملهم، وشكلت دراساته المسرح بشكل عام والمصري بشكل خاص، حيث كان يستند دائما إلى معايير النقد الواضحة التي تواكب الحركة المسرحية، ويضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار.
وله العديد من الدراسات ومنها: «سقوط حلف بغداد»، «هكذا كتبوا»، «في الرواية المصرية»، «صلاح عبد الصبور والمسرح»، «تخريب المسرح المصري في السبعينات والثمانيات»، «أيام طه حسين: مدخل لفهم أدبه».
أما مؤلفاته المسرحية:«العبور»، «دليل المتطوّع لمحو الأمية»، «مهنج ميسّر لمحو الأمية»، «مسرح توفيق الحكيم»، مجلدين، «حلم المتنبي»، «نجيب محفوظ، من القومية إلى العامية».
كما قام بكتابة العديد من مجموعات المقالات النقدية ومنها: «في النقد المسرحي» عام 1965م، ومجموعة أحاديث أدبية بعنوان «عشرة أدباء يتحدثون» كتاب الهلال العدد 72 في عام 1965م، «في القصة القصيرة»، «السينما والأدب»، «المسرح المصري».
ومن ترجماته:«الحضيض»، مكسيم جوركي،«ثورة الموتى»، أروين شو، «الأدب والحياة»، مكسيم جوركي، «الإنسان والسلاح»، جورج برناد شو، «الحياة الشخصية»، نويل كووارد، «الفنان في عصر العلم»، وبعد رحلة طويلة أثرى بها عالم المسرح، رحل فؤاد دوارة عن عالمنا 1 مارس 1996، عن عمر يناهز 67 سنة.