الأحد 17 نوفمبر 2024

أخبار

المشاركون بمؤتمر الدَّعوةُ الإسلاميةُ يؤكدون ضرورة وجود حوار هادف تشارك فيه كل الحضارات

  • 17-11-2024 | 20:55

مؤتمر الدَّعوةُ الإسلاميةُ والحوارُ الحضاريّ: رؤيةٌ واقعيَّةٌ استشرافية

طباعة

أكد المشاركون في مؤتمر "الدَّعوةُ الإسلاميةُ والحوارُ الحضاريّ: رؤيةٌ واقعيَّةٌ استشرافية" بالتعاونِ بينَ كليَّةِ الدعوةِ الإسلاميةِ ومجمعِ البحوثِ الإسلامية، وتحت رعاية الإمامِ الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخِ الأزهر، والذي عقد اليوم بالأزهر الشريف على أنَّ الحوارَ في حقيقةِ أمرِهِ انعكاسٌ لمستوى تطوُّرِ وعيِ الأفرادِ والجماعات، مشيدين في هذا الصَّدد بمَا قطعَهُ الأزهرُ الشريفُ في الدَّاخلِ مِن إنشاءِ "بيتِ العائلةِ المصرية" لإحداثِ تقارُبٍ داخليٍّ، وإنشاءِ "مركزِ الحوارِ بين الأديانِ" لإحداثِ تقارُبٍ عالميّ تلك الجهود العظيمة التي تُوِّجَتْ بتوقيعِ "وثيقةِ الأخوةِ الإنسانية" التي كان الأزهرُ، ولا زال الدَّاعِمَ لهَا، والممهدَ لطريقِها.

وأوصى المشاركون في المؤتمرُ بالدعوةِ إلى حوارٍ مفتوحٍ هادفٍ، تُشارِكُ فيه كلُّ الحضاراتِ الإنسانيةِ، دُونَ إقصاءٍ لأحدٍ، أو تهميشٍ لدَورِه، وتُطرَح فيه كافَّةَ الأفكارِ والقِيمِ التي تنتصرُ للإنسانية، وفي مقدمتها قِيَمُ التسامحِ، والتعايشِ الإنسانّي، مشيرين إلى ضرورةُ إرساءِ قيمةِ "التنوع الثقافي" كمصطلحٍ حديثٍ، يَعني أنَّ لكلِّ ثقافةٍ من الثقافاتِ الإنسانية دَورُها وإسهامُها فِي إغناءِ التراثِ الإنسانيّ، مما يدعو إلى التكاملِ الثقافي بين جميع الحضارات والثقافات المختلفة. 

وأشاروا إلى ضرورة بيانُ أنَّ الحقوقَ الثقافيةَ جزءٌ لا يتجزأُ من الحقوقِ العامَّةِ للإنسان، وبالتَّالي فمِنْ حَقِّ كلِّ إنسانٍ أن يتمتَّعَ بالقدرةِ على التعبيرِ عن نفسِه، والإبداعِ في كلِّ مجال من مجالات الحياة، فضلا عن إلقاءُ الضوءِ عَلَى جانبٍ مُشرقٍ في الحضارةِ الإسلاميةِ، كانَ لَهُ دورٌ في إثراءِ التنوعِ الثقافي (وهو أدبُ الاختلاف)، والعملُ على تسويقِ هذا الجَانب علميّا وإعلاميا. 

وأكدوا على وجوب العمل على ترسيخِ القِيَمِ الإنسانيةِ التي تشتركُ في الأخذِ بها معظمُ الحضاراتِ، كقِيَمِ الإخاءِ، والعدلِ، والتسامحِ، والتعارف، والحوارِ الحضاري، والعملِ على ترسيخ هذه القِيَمِ في الضمائرِ والسلوك؛ باعتبارها موروثًا إنسانيا مُهمًّا للخروج من دوَّامةِ النزاعات والصِّراعاتِ المستنزِفةِ للقُدراتِ والطاقات.. مشيرين إلى أهمية الاعترافُ بالخصوصيةِ الحضاريةِ للأممِ كعاملٍ مشجِّعٍ عَلى الحوارِ والتعارف والاندماج، بديلا عن التقاطع والتصادم وهذا يَفرِضُ علينا التمسكَ بذاتيتنا الثقافيَّةِ وهُويتنِا الحضارية، والدفاعَ عنهما؛ لأنَّه مِن دونِ الثباتِ عَلَى القيمِ والمبادئ لنْ يتأتى لنا فَهْمُ الآخر وحضارتِه بشكلٍ صحيح.

كما أكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة التشجيعُ على إعدادِ دراساتٍ ميدانيَّةٍ، وبرامجَ تدريبيةٍ متخصصةٍ للدعاةِ حولَ تحدياتِ الحوار الحضاري المعاصر ، و تطويرُ المناهجِ التعليميَّةِ بالمدارسِ والمعاهدِ والجامعات، بحيثُ تُركِّزُ على قِيمِ الحوارِ والتعايُشِ السلميّ.

ودعوا إلى إنشاءِ مركزٍ بحثيٍّ للدراساتِ الحضاريةِ والدَّعَويةِ بجامعةِ الأزهر؛ يتولَّى دراسةَ المستجداتِ الفكريةِ والثقافية، وتحليلَ اتجاهاتِ الحواراتِ الحضارية على مستوى العالَم. مشيدين بدور مرصد الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ومكافحة الإرهاب في الدفاع عن الإسلامِ، وتصحيحِ المفاهيمِ المغلوطَةِ حوله، بالإضافة إلى إقامةُ ملتقياتٍ حواريَّةٍ بين الشباب في الجامعات؛ لتعزيز الحوار الحضاري ، وإبرازُ القُدُواتِ الإسلاميةِ التي أسهمتْ في بناءِ الحضارة الإنسانية على مَرِّ التاريخ؛ وذلك لربط حاضرِ هذه الأمَّةِ بماضيها.

الاكثر قراءة