يترقب عشاق الفلك والفضاء في سماء مصر الليلة، ظاهرتين بديعيتين، حيث يشاهد القمر مقترنًا مع النجم "بولوكس"، وبجانب ذلك يرصد في السماء نجم يومض باللونين الأحمر و الأخضر.
القمر مقترنًا مع بولوكس
يرى القمر، ليل اليوم الثلاثاء، مقترنًا مع النجم "بولوكس" في برج الجوزاء، وذلك في تمام الساعة الـ 8:35 مساءً تقريبًا، حيث نراهما متجاوران في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد صباح اليوم التالي في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ويعني مصطلح "الاقتران" اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر، وذلك في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
و"بولوكس" هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو ثلاثة أضعاف، ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية، وينتمي إلى مجموعة نجوم تشكل "مسدس الشتاء" وجميعها من النجوم الكبيرة المصنفة برقم 1.
"العيوق" مرئي في السماء
وفي الوقت نفسه، يرصد في السماء، مساء اليوم الثلاثاء، وفي الليالي المقبلة، بعد غروب الشمس وبداية الليل نجم يومض باللونين الأحمر والأخضر باتجاه الأفق الشمالي الشرقي في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
وبحسب الجمعية "الفلكية بجدة"، هذا النجم هو "الـعيوق" ولو كان الإنسان يستطيع السفر إلى هذا النجم سوف يجده عبارة عن نجمين كليهما لهما نفس درجة حرارة السطح تقريبًا مثل درجة حرارة الشمس ولكنهما أكبر وأسطع من الشمس.
يرجع السبب في أن هذا النجم يومض بالأحمر والأخضر عندما يكون مخفضا نحو الأفق إلى حقيقة أن كل نجم في السماء يخضع لنفس العملية مثل "العيوق" في إنتاج وميض الألوان، وذلك لأن كل نجم يجب أن يعبر ضوءه من خلال الغلاف الجوي حول الأرض قبل أن يصل إلى أعيننا، ولذلك عندما يكون جسم منخفض في قبة السماء فنحن ننظر إليه خلال طبقة سميكة من الغلاف الجوي تعمل على انكسار ضوء النجم إلى ألوان مثلما يفعل المنشور الزجاجي عندما يعبر خلاله ضوء الشمس، وفق فلكية جدة.
وبعد أن يرتفع النجم في السماء وابتعاده عن الأفق سيختفي الوميض الأحمر والأخضر، ويظهر لونه الذهبي، ويرجع السبب في أن تلك الألوان ملاحظة مع نجم "العيوق" لأنه ببساطة نجم ساطع فهو سادس ألمع نجم في سماء الأرض.
مشاهدة الظواهر الفلكية
وتعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير تبرز المزيد من التفاصيل.
مع العلم، بأن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا.
أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.