نحتفل في 20 نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي للطفل، والذي يهدف للتوعية بحقوقه وحمايته من كافة أشكال الإساءة التي يتعرض لها، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع خبير تربوي، أهم المشاكل الأسرية التي تسلب حقوق الصغير، وتأثير ذلك على نفسية الطفل.
ومن جهته يقول الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الأسرة هى الرحم الاجتماعي الأول الذى يستقبل الطفل بعد الرحم الفسيولوجي للأم، وتلعب الدور الأكبر في تشكيل شخصية الصغير طوال حياته حتى الوفاة، الأمر الذي يتطلب من الأبوين توجيه عناية وأهمية خاصة برعاية وتربية الأبناء من النواحي النفسية والعقلية والوجدانية، والتي لا تقل في أهميتها عن توفير الطعام والشراب لهم، غير أن الكثير من الآباء والأمهات لا ينتبهون إلى خطورة مرحلة الطفولة ويعتقدون أن الصغار لا يشعرون ولا يحسون وكأنهم جمادات مثل الأثاث في المنزل، ويرون انهم مهما تأثرت شخصياتهم بالمشكلات الأسرية، فإن الزمن كفيل بعلاج تلك التأثيرات النفسية السلبية، في حين أن هذه الانعكاسات من الصعب محوها مع نمو الابن حتى يصبح رجلا.
وأضاف الخبير التربوي، أنه هناك العديد من المشكلات التي قد تحدث داخل الأسرة، وتؤثر على شخصية الطفل، والتي يمكن إجمالها في الآتي:
-غياب الدفء الأسرى والعلاقات الطيبة بين الزوجين، وسيادة المشكلات بينهما الأمر الذي ينعكس على شخصية سلبا.
-إحساس الطفل بعدم الأمان داخل الأسرة، في ضوء عقابه المفرط على أي سلوك يقوم به حتى لو كان عاديا.
-التمييز في المعاملة بين الأبناء من الأطفال، وتفضيل أحدهم عن الآخرين بلا سبب مما يثير الإحساس بالظلم في نفس الطفل.
-التذبذب في معاملة الطفل من خلال مكافئته على سلوك معين في وقت ما، ثم عقابه على نفس السلوك في وقت آخر.
-وصم الطفل بأي صفة سلبية مثل (كذاب)أو(حرامي) لو ارتكب بشكل غير مقصود ولأول مرة أي سلوك مرتبط بهاتين الصفتين، مما يضعه في سجن تلك الصفات السلبية.
-السخرية من الطفل أمام الآخرين، وفي نفس الوقت ثناء الوالدين على الأبناء من خارج الأسرة أمامه، مما يشعره بالدونية.
-الخلافات الزوجية المستمرة التي يتم التعبير عنها بالمشاجرات، أو العنف سواء اللفظي أو الجسدي بين الأبوين، أو من أحدهما اتجاه الطفل، وهو من أخطر المشكلات التي تؤثر على الطفل نفسيا وصحيا
-الصمت أو الخرس الزوجي.
ويترتب على مثل تلك المشكلات تأثيرات سلبية على الطفل، وتشمل ما يلي:
-ضعف ثقة الطفل في نفسه.
-تكوين اتجاهات سلبية لدى الطفل نحو والديه وعالم الكبار.
- تدهور القدرات العقلية للطفل.
-ميل الطفل إلى الإحساس بالجبن والوحدة والانعزال عن الآخرين.
-انخفاض المستوى التحصيلي والدراسي للطفل.
-احتمال تعرض الطفل لاضطرابات نفسية وعقلية فيما بعد.
وأشار ببعض الاستراتيجيات التي تساعد الوالدين في تربية طفل سوى بدون مشكلات نفسية، ومنها:
- تحقيق التفاهم والتكافؤ منذ البداية بين الزوجين.
-اتفاق الوالدين على أساليب موحدة في تربية الطفل، فيما يتصل بالصواب والخطأ.
- حرص الوالدين على تجنب إظهار أي خلافات أمام الطفل.
- إن يقدم الوالدان نموذجا للحوار والنقاش الهادئ أمام الطفل.
-التركيز بشكل أكبر على نواحي القوة ومواهب الطفل أكثر من ذكر سلبياته.
-المساواة في المعاملة بين الأبناء.
-تجنب مقارنة الطفل بغيره.