ذكر تقرير لمنصة "ستاتيستا" الألمانية المتخصصة فى البيانات الاحصائية والتحليل المالي أن هناك بعض القوى الكبرى التى لم توقع على معاهدة أوتاوا لحظر الالغام، التى دخلت حيز التنفيذ منذ 25 عاما، على الرغم من ان المعاهدة وقعت وصادقت عليها 164 دولة .
وحدد التقرير دول الولايات المتحدة والصين والهند من بين 34 دولة غير موقعة على الاتفاقية .
وتعد قارة آسيا من القارات التي تضم أقل عدد من الدول الموقعة على المعاهدة، بما في ذلك العديد من الدول التي تمتلك جيوشًا كبيرة، مثل كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وباكستان وإيران والمملكة العربية السعودية.
ولم توقع أيضا فيتنام ولاوس، اللتان واجهتا مشاكل خطيرة مع الألغام في الماضي، على المعاهدة، حيث أشارت الدولتان إلى أسباب مختلفة مثل الحاجة إلى الحفاظ على حقول ألغام على الحدود، والانشغال بإزالة الذخائر غير المنفجرة بدلاً من الألغام، واستمرار استخدام الألغام لأغراض تدريبية في القوات المسلحة. أما في إفريقيا، فقد وقعت جميع دول جنوب الصحراء على الاتفاقية، بالرغم من الأثر المدمر للألغام في الماضي، بحسب تقرير لمنصة البلقان الاخبارية.
وكان الرئيس الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، قد سعى إلى تطوير سياسة الألغام بهدف الانضمام إلى المعاهدة في المستقبل. ومع ذلك، أكدت إدارته استخدام ألغام مضادة للأفراد في العراق والكويت خلال حرب الخليج عام 1991، بالإضافة إلى استخدام لغم واحد في أفغانستان عام 2002. ورغم أن الولايات المتحدة كانت من أوائل الدول التي دعت إلى التخلص من الألغام، إلا أنها لم توقّع على المعاهدة بسبب التزاماتها بدعم كوريا الجنوبية، التي تتضمن احتمال استخدام الألغام المضادة للأفراد. ولم توقع كوريا الجنوبية ولا كوريا الشمالية على المعاهدة.
أما الصين، فتحتفظ بعدد من حقول الألغام على حدودها، لكنها تعد واحدة من أكبر المنتجين والمخزنين للألغام الأرضية. ورغم أنها أعلنت تقليص مخزونها ووقف تصدير الألغام التي لا تُدمر ذاتيًا بعد الاستخدام، إلا أنها لا تزال تصدّر ألغامًا مضادة للمركبات، والتي استخدمت في صراعات مثل ليبيا وسوريا. كما أنه من غير الواضح ما إذا توقفت الصين عن إنتاج الألغام المضادة للأفراد التقليدية.
أما الهند، فهى لا تزال تنتج وتخزن وتستخدم الألغام الأرضية، كما فعلت في كشمير خلال عامي 2022 و2023. لكنها أكدت أنها لا تحتفظ بحقول ألغام دائمة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشارك فيه أكثر من مائة دولة فى المؤتمر الخامس لبحث معاهدة أوتاوا حول حظر الالغام المضادة للافراد فى العالم والذى يعقد حاليا فى مدينة سيام ريب بكمبوديا.
وتضم هذه القمة أكثر من مائة دولة موقعة على المعاهدة، والامال معقودة حول التوصل الى الية لدراسة تنفيذ الاتفاقية بشكل أوسع.
يشار الى ان الالغام والمتفجرات الناتجة عن مخلفات الحرب تسببت فى مقتل أو إصابة ما يقرب من ستة الالاف شخص فى العام الماضى، بما فى ذلك 84 بالمائة من المدنيين فى حوالى خمسين دولة، طبقا لتقرير مرصد الالغام الارضية.