دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يومه الثاني على التوالي، مع استمرار جهود الدفاع المدني اللبناني لرفع الأنقاض وفتح الطرق، فيما استمرت قوافل العائدين إلى مناطقهم في جنوب لبنان، وسط تحذيرات من الجانب اللبناني بالانتظار حتى إعلان السلطات ذلك، فيما حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي من دخول 10 قرى.
الأوضاع في لبنان
ومع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، أمس الأربعاء، أعاد الجيش اللبناني انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، في إطار تعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني، وواصلت الوحدات العسكرية المعنيّة تُجري عملية انتقال من مناطق عدة إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحدّدة لها.
ودعى الجيش اللبناني المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، خاصة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حفاظًا على سلامتهم، مؤكدة أنهم "قد يتعرضون لإطلاق نار من القوات المعادية".
وعاد النازحون إلى عدة أنحاء من لبنان، ومنها الجنوب والضاحية الجنوبية وبيروت والبقاع وبعلبك، فيما حذرت بلدية الخيام الأهالي من العودة إلى أرض الخيام، قائلة إنه "في كل القرى المجاورة التي اجتاح العدو الصهيوني بعض أماكنها، وما زال فيها، وبعد الذي حصل اليوم من إطلاق للنار، نتمنى عليكم: انتظار بيان من السلطات المعنية، تسمح فيه بالدخول الى الخيام، وهذا الأمر يرتبط بآلية الإجراءات لدخول الجيش اللبناني، بعد انسحاب العدو من بعض الشوارع والنقاط التي ما زال متمركزاً فيها".
ودعت إلى ضرورة إفساح المجال للجهات المعنية، للمسح الشامل، لرفع القنابل والصواريخ غير المتفجرة، وللتأكد من عدم وجود أماكن مفخخة، وكل ذلك حفاظاً على سلامة العائدين الى منازلهم، الانتظار لرفع الردميات المكدسة في الشوارع كي يتسنى للجميع الدخول بسياراتهم والوصول الى منازلهم، والتروي لتفويت أي فرصة على هذا العدو الهمجي بإطلاق النار أو خرق الاتفاق".
10 قرى يحظر الاحتلال دخولها
وفي صباح اليوم، جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيره للبنانيين، من التوجه إلى جنوبي البلاد، وحظر 10 قرى، فقال في بيان وصفه بـ"بيان عاجل إلى سكان لبنان حتى إشعار آخر"، إنه: "يحظر عليكم الانتقال جنوبا إلى خط القرى التالية ومحيطها وأيضا داخل القرى نفسها: شبعا، والهبارية، ومرجعيون، وأرنون، ويحمر، والقنطرة، وشقرا، وبرعشيت، وياطر، والمنصوري".
وتابع: "الجيش لا ينوي استهدافكم لذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبا حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر".
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار عددا من البنود، من بينها انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، كما نص الاتفاق على انتشار قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش اللبناني على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار، على أن تنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا، بينما تعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.