تعد ثلاثية غرناطة للكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، من أشهر وأجمل أعمالها الأدبية التي لاقت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا، تتكون الثلاثية من ثلاث روايات: غرناطة، مريمة، الرحيل.
وفي مستهل حديثها عن غرناطة، قالت الدكتورة لطيفة الزيات في مجلة الهلال بعدد 1 سبتمبر 1995: يمكن القول بأن رضوى عاشور معنية بالحاضر الذي يتهدد الأمة العربية بالسقوط، وأن هذا الحاضر هو الذي دفعها للكتابة عن سقوط غرناطة.
وأوضحت الزيات أن الشحنة الشعورية الهائلة التي تعمر الرواية إنما تقوم على تماثل الحاضر والماضي معا ومدى معاناة الراوي لهذا السقوط الحاضر الماضي، واللغة التي استخدمتها الكاتبة برصانتها وجلالها، والتقنيات التي اتبعتها توظف جميعا لتجسيد معاناة سقوط الماضي الحاضر وبلورته، ومعادلته موضوعيًا أحيانا.
وأكدت الزيات أن اللغة في غرناطة هي الذاكرة التي تكرس ما كان يومًا مجدا وما ينبغي أن يبقى حيا في وجه التهديد الذي تتعرض له حاليًا الأمة العربية، ومن هنا هذا الاحتفاء الكبير بجلال اللغة ورصانتها وإيقاعها وشاعريتها - ومن هنا هذا المعجم الواسع شديد الاتساع ومتعدد المقاصد في السرد والوصف معا.
وأشارت الزيات، رغم اعتماد الكاتبة على الكثير من الوقائع التاريخية المعروفة والوثائق التاريخية أحيانا فإنها استطاعت أن تبدع عالما روائيًا مغلقًا قائمًا بذاته، عالم شديد التفرد، شديد الخصوصية عالم هذه العائلة المعينة المحددة الملامح في هذا الزمن التاريخي المعين، وفي هذه المدينة المعينة التي هي غرناطة، وبمدى تكامل هذا العالم الروائي وبمدى انغلاقه على ذاته بعدى ما يستثير اللحظة التاريخية الماضية واللحظة الراهنة معا استثارة دالة وموحية.