تتوالى المجازر الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة بوتيرتها الدامية، وسط حديث عن استخدام أسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، ما يشير إلى استخدام أسلحة محرمة دوليًا، كجزء من حرب الإبادة الكبرى التي شارفت شهرها الـ14 على التوالي.
إنسانيًا، استمرت الأوضاع في التفاقم جراء الاستهداف المتعمد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي للعاملين في مجال الإغاثة.
تطورات العدوان على غزة
في اليوم الـ421 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر، وصل منها للمستشفيات 19 شهيدًا، إلى جانب 72 مصابًا، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 44.382 شهيدًا، فضلًا عن 105.142 مصابًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
فيما أعلن الدفاع المدني بغزة عن مقتل أكثر من 40 فلسطينيًا جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بمخيم جباليا شمالي القطاع الذي يشهد إبادة وتطهيرًا عرقيًا منذ الخامس من أكتوبر الماضي.
ومن جانبها، دعت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية وتمكينها من دخول شمالي قطاع غزة، والكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحقيقة ما يرتكبه من انتهاكات واسعة للقوانين الدولية بحق المدنيين العزل.
حماس طالبت بذلك بناءً على الشهادات المروعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تنفذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، ما يشير بقوة إلى استخدام جيش الاحتلال "الإرهابي" أسلحة محرمة دوليًا خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ 53 يومًا في شمال القطاع، وفق قولها.
وجاءت مطالب حماس بعد تصريحات المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، التي أكد فيها أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة "لا يعرف كنهها في شمال القطاع تؤدي إلى تبخر الأجساد".
وبحسب حماس، فإن العدوان المستمر على شمال القطاع منذ 53 يومًا أدى إلى استشهاد ما يقرب من 3 آلاف، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين جلهم من الأطفال والنساء.
أزمات إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني توالت الأزمات، حيث أعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، أمس السبت، عن تعليق أنشطتها الإغاثية في قطاع غزة، بعد غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة من موظفيها.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح فيه أكثر من 2 مليون فلسطيني بغزة يواجهون خطر الموت جوعًا وعطشًا، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي للمساعدات وتقييد وصول الدواء والغذاء والماء، في ظل مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم.
ولا يمثل نقص الطعام والشراب المأساة الوحيدة التي يعيش في ظلها أهالي قطاع غزو، ففي شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، أجبر النقص الحاد في غاز الطهي الأسر على الاعتماد على حرق النفايات كوقود، ما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، في وقت أصبحت خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية.
كما أن هناك نقص حاد في المأوى المناسب لمئات الآلاف من النازحين بسبب الأعمال العدائية في أنحاء غزة -بحسب ما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"- ولم يتم تلبية سوى أقل من ربع احتياجات المأوى في القطاع، مما يترك ما يقرب من مليون شخص معرضين لخطر التعرض لظروف قاسية مع اقتراب فصل الشتاء.
ويعيش حوالي 545 ألف شخص في مبانٍ متضررة وملاجئ مؤقتة، ما يؤكد على الحاجة الملحة إلى ضمان دخول آلاف المجموعات من القماش المشمع والعزل لإصلاح أماكن المعيشة إلى القطاع دون تأخير، طبقًا للمكتب.
والوضع لا يختلف كثيرًا في الجنوب، حيث غمرت الأمطار الملاجئ على طول الشاطئ في بلدة القرارة إلى نزوح مئات الأسر إلى مدينة حمد في محافظة خان يونس جنوبي القطاع على مدى الأيام الستة الماضية، حسب المصدر نفسه.
يفاقم الأوضاع أكثر دخول فصل الشتاء الثاني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في ظل نقص شديد في الملابس والأحذية التي مُنع دخولها من معابر القطاع منذ اليوم الأول للحرب، ما عدا بعض الكميات التي دخلت كجزء من المساعدات الإنسانية، والتي تم توزيعها على جزء صغير من النازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص.