تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.
وعُرف المصريون القدماء، بإبداعهم وبراعتهم، في صناعة التماثيل، ونحتها، ودقتهم في إبراز المغزى من صناعة تلك التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، ولكن ظهرت دقتهم أيضًا في صناعة الحلى والإكسسوارات.
سن نجم
"للمطيع في مكان الحقيقة عاش إم ست ماعت سن نجم، صدق قوله"، كتبت تلك الفقرة على مقبرة سن نجم، لتصف وظيفته وأنه أدى خدمته في منطقة وادي الملوك، وينتهي المكتوب بذكر اسمه، "وصدق قوله"؛ أي صدق ما يقوله "أمام الاله" حسب ذلك التعبير كان يستخدمونه المصريين القدماء أو ما يعرف الأن بـ"المغفور له".
كان ينتمي سن نجم لعائلة من الحرفيين الذين امتهنوا زخرفة المقابر الملكية، وأكمل نجم مسيرة عائلته حتى أصبح رئيس العاملين في دير المدينة المتخصصين في بناء قبور ملوك المملكة المصرية الحديثة، وقام بالإشراف على بناء مقبرتي الملك سيتي الأول ورمسيس الثاني.
كما قام ببناء منزل صغير أمام مقبرته في قرية دير المدينة التابوت الداخلي لسن نجم، حيث وضعت مومياؤه مزينة بمناظر جنائزية للآلهة الحامية من كتاب الموتى، ويتلقى سن نجم المؤن من إلهة الشجرة، وعلى الغطاء يجسده وهو بملابسه الدنيوية بالنقبة الطويلة من الكتان الأبيض الدولة الحديثة.
اكتشاف مقبرة سن نجم
اكتشفت مقبرة "سن نجم"، في جبانة دير المدينة، على أيدي أحد الأشخاص البدوية، عام 1886، بعد أن أبلغ عالم الآثار الشهير جاستون ماسبيرو، الذي قام بفحص محتويات المقبرة، ووجدها سليمة لم يسرقها اللصوص عبر التاريخ، ونقل التابوت إلى المتحف القومي للحضارة القومية بالفسطاط.
وتعتبر المقبرة من روائع القطع أثرية من حيث الدقة والإبداع في التصميم وكانت مزينة بنقوش وألوان، وبها جداريات تظهره وهو يحرث الأرض في العالم الآخر مرتدياً ملابسَ بيضاء جميلة، تدلّ على كونهِ معززًا مكرمًا في الآخرة، وله ضيعة يتسلّى بزرعها وتؤتي له ثمارًا كثيرة ناضجة.
وحين عثر على المقبرة كانت كاملة َووُجِد فيها 20 من المومياوات، تنتمي معظمهن لعائلة سن نجم واخرَيات لم تعرف لمن تنتمي، وكانت مومياء سن نجم موضوعة في تابوتين، الداخلي منهما في هيئة جسمه، ووجدت مومياء زوجته "إي نفرتي"، "سيدة البيت صادقة القول"، أيضا في تابوتين أحدهما في شكل الإنسانة، كذلك وجدت مومياء ابنه "خنسو"، بنفس الطريقة وقناع على رأسه.