تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.
وعُرف المصريون القدماء، بإبداعهم وبراعتهم، في صناعة التماثيل، ونحتها، ودقتهم في إبراز المغزي من صناعة تلك التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، ولكن ظهرت دقتهم أيضًا في صناعة الحلى والإكسسوارات.
الطرف الصناعي لتاباكت إن موت
أظهر المصريين القدماء براعة منقطعة النظير في مجال الطب، حيث قاموا ابتكار أول طرف صناعي في التاريخي، مما يظهر التطور المبكر للطب في الحضارة المصرية القديمة، ويعود تاريخ ذلك الطرف الصناعي إلى ابنة أحد كهنة آمون في عصر الانتقال الثالث، وتدعى تا- باكت- إن-موت، (915 - 710 ق. م).
أصيبت تا- باكت- إن-موت بانسداد في الشرايين، مما أدى إلى ضرورة التدخل الجراحي وبتر إصبعها "الإبهام بقدمها اليمنى"، وتمت العملية بمهارة فائقة.
بعد عملية البتر تم ابتكار الطرف الصناعي لتمارس حياتها بشكل طبيعي حيث صنع من الخشب، عبر ثلاثة أجزاء تم ربطها بشرائط من الجلد الطبيعي وتخييطها، حتى تتمكن من المشي بشكل طبيعي.
عاشت تا باكت إن موت حوالي عام 1000 قبل الميلاد، ودفنت في إحدى مقابر النبلاء المخصصة للطبقة العليا المقربة للحاكم، وتم العثور على هذه المقبرة غرب مدينة الأقصر في صعيد مصر، المعروفة باسم طيبة في ذلك العصر.
وتم العثور على ذلك الطرف الصناعي لتا باكت إن موت في تلك المقبرة بالأقصر ويتم عرضها الأن في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
المتحف القومى للحضارة المصرية
المتحف القومى للحضارة المصرية يُعد واحد من أهم وأكبر متاحف الآثار فى العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية، ويضم العديد من المقتنيات الأثرية العريقة على مختلف العصور، بداية من عصور ما قبل التاريخ مروراً بالعصر المصرى القديم، اليوناني، الروماني، القبطي، الإسلامي، والعصر الحديث والمعاصر، كما يضم المتحف قاعة للمومياوات وقاعة للنسيج المصري.