الإثنين 3 فبراير 2025

ثقافة

رجال من ذهب | عبد الرحمن الصوفي.. أول فلكي يحدد مواضع النجوم

  • 7-12-2024 | 02:09

عبد الرحمن الصوفي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

عالم فلك فارسي من كبار علماء الفلك، يعتبر أول شخص قال أن الأرض كروية، وصفه المؤرخ جورج سارطون "هو من أعظم فلكيي الإسلام"، إنه عبد الرحمن الصوفي الذي تُحل اليوم ذكرى ميلاده.

ولد أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي، في 7 ديسمبر 903م بالري في فارس، وكان صديقا للخليفة البويهي عضد الدولة الذي اتخذه فلكياً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم وحركة الأجرام الفلكية.

قام البويهي عضد الدولة ببناء مرصد خاص للصوفي في شيراز ليساعده في القيام بإنجازاته الفلكية، حيث قدم الصوفي في علم الفلك إسهامات مهمة مثل رَصَدَ النجوم، وعدَّها وحدد أبعادها عرضاً وطولاً في السماء، ولاحظ نجوماً لم يسبقه إليها أحد من قبل.

وقال عنه البويهي عضد الدولة إذا افتخر بالعلم والمعلمين يقول: معلمي في النحو أبو علي الفارسي، ومعلمي في حل الزيج «الشريف بن الأعلم» ومعلمي في الكواكب الثابتة وأماكنها وسيرها «الصوفي».

رسم الصوفي خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم وأحجامها ودرجة لمعان كل منها، كما وضع فهرساً للنجوم لتصحيح أخطاء من سبقوه، ويعتبر أول فلكي يَرصد ويُلاحظ تغير ألوان الكواكب وأقدارها "وحدة لقياس السطوع"، وأيضاً كان أول من يَرسم الحركة الصحيحة تماماً للكواكب.

 

يعتبر الصوفي أول من لاحظ وجود مجرة أندروميدا، ووصفها بـ"لطخة سحابية، وكان أول من يُلاحظ وجود سحابتي ماجلان الكبرى والصغرى، حيث صحح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وذلك في كتابه صور الكواكب الثمانية والأربعين.

كما وضع في كتابه صور الكواكب الثمانية والأربعين حدود بدقة لكل كوكبة وللنجوم التي تقع في الصورة المُتخيلة لها وخارجها،  ووصف فيه مواقع كل النجوم وأقدارها.

ولعبد الرحمن الصوفي العديد من المؤلفات أبرزها: كتاب الكواكب الثابتة، كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة، صور الكواكب الثمانية والأربعين، رسالة العمل بالأسطرلاب، كتاب التذكرة، كتاب مطارح الشعاعات.

قال عنه بول كونيترك في موسوعة علماء العلوم أنه: «من الصعب معرفة الكثير عن عبد الرحمن الصوفي، ولكنه يُعتبر من العلماء المشهورين في علم الفلك، وذلك نتيجة كتابيه، الأول: كتاب في الكواكب الثابتة، والثاني: كتاب العمل بالأسطرلاب، اللذين صارا متداولين في جميع أنحاء المعمورة. وقد احتضنه عضد الدولة البويهي في بغداد لشهرته الفائقة في علم الفلك».

ووصفه ألدو مييلي بأنه "من أعظم الفلكيين العرب الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة، ثم يتابع قائلاً: ولم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة.

الاكثر قراءة