في مشهد غير معتاد بالأوساط العبرية، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، وذلك ضمن محاكمته بتهم "فساد" وجهتها إليه النيابة العامة.
محاكمة نتنياهو
وسيدلي "نتنياهو" بدفاعة حيال التهم المنسوبة إليه من النيابة العامة بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وتطلب المحكمة منه المثول أمامها ثلاث مرات أسبوعيًا ولساعات عدة حتى انتهاء دفاعه.
ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع إلى شهادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في ظل ظروف أمنية مشددة، حيث ستجرى في غرفة تحت الأرض في المحكمة المركزية في "تل أبيب" بعد نقلها من القدس، وذلك بموجب توصيات أمنية صادرة عن جهاز الأمن العام "الشاباك".
وسيمثل نتنياهو أمام المحكمة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من كل أسبوع لمدة 4 ساعات في اليوم الواحد، فيما تم اختيار القاعة 512 في تل أبيب للمحاكمة، بحسب صحيفة "معاريف العبرية".
وأفادت الصحيفة، بأن تلك القاعة التي بنيت عام 2016 مخصصة لتلقي شهادات رؤساء أكبر المنظمات الإجرامية في إسرائيل، وذلك بسبب الخوف من هروبهم من العدالة ومن استفزاز أتباعهم أو محاولة ترهيب المحامين.
ومن جانبه، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي "المتهم بالفساد" منظومة تطبيق القانون في إسرائيل، مشيرًا إلى أنها "لم تجد جرائم فاخترعتها".
واعتاد نتنياهو الذي يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في تاريخ البلاد، نفي التهم الموجها إليه، واصفًا المحاكمة بأنها عبارة عن "مطاردة ساحرات" ذات دوافع سياسية.
وأمس الاثنين، قال نتنياهو: "سمعت في وسائل الإعلام أنهم يقولون إنني أريد التهرب من المحاكمة لكنني أنتظر هذا اليوم لتقديم الحقيقة".
وتابع قائلًا: "غدًا سأتحدث. أنا لا أطالب ولم أطالب بحقوق خاصة، لكنني أتوقع أنني لن أحصل على أي حقوق أقل. من غير المعتاد الإدلاء بشهادتي ثلاث مرات في الأسبوع، فمن الممكن الموازنة بين احتياجات الدولة والقانون".
وكانت "المحكمة" قد قبلت جزئيًا طلب الفريق القانوني لـ"نتنياهو" في الـ24 نوفمبر الماضي بتأجيل بدء الاستماع إلى شهادته لمدة 15 يومًا، لكنها رفضت الدعوة الأخيرة لتأجيل الشهادة الذي تقدم به 12 وزيرًا في حكومة نتنياهو.
وبالأمس، وقع 12 وزيرًا في الحكومة رسالة بعث بها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى المستشارة القانونية للحكومة جالي بهاراف-ميارا ومديرية المحاكم، يطلبون فيها تأجيل شهادة رئيس الوزراء، بحسب القناة الـ12 العبرية.
وأوضحت أنهم أرجعوا طلب التأجيل إلى الوضع الأمني الاستثنائي، مشيرين في رسالتهم إلى التطورات الراهنة في سوريا، وطالبوا بدلًا عن ذلك بعقد جلسة استماع أمام هيئة القضاة بمشاركة مجلس الأمن القومي. الخاضع لـ"نتنياهو".
وترجع وقائع محاكمة نتنياهو إلى عام 2019، عندما أعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية آنذاك، أفيخاي مندلبليت، قراره تقديم لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو، ومحاكمته بـ3 تهم فساد في 3 قضايا، بينما بدأت في عام 2020 إجراءات المحاكمة رسميًا.
وإضافة إلى ذلك، فإن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت الشهر الماضي مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع المقال يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.