تراقب إسرائيل المشهد السوري الذي أفضى إلى سقوط نظام بشار الأسد بحذر، حيث تتخوف من أن تمتد النيران إليها أو تتعرض لمباغتة تضاهي هجوم الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.
وفجرًا، سقط حكم بشار الأسد في سوريا بعد أن تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على العاصمة دمشق، وسط تباين في الرؤى حول ما سيؤول إليه الوضع الراهن، في ظل السقوط المتسارع الذي لحق بنظام حكم تمتد جذوره لأكثر من 60 عامًا.
المشهد في إسرائيل
وفي خضم ذلك، قررت إسرائيل تعزيز تواجدها على الحدود السورية للقيام بمهام أسمتها بـ"الدفاعية"، وذلك على وقع التطورات في دمشق وسقوط نظام البعث برئاسة بشار الأسد.
ومن جانبه، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سوريا، وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية، وذلك في ضوء الأحداث في سوريا، وبناءً على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة.
وبهذا الشأن، ذكرت القناة الـ 12 العبرية، أن جيش الاحتلال يتخذ مواقع جديدة في المنطقة العازلة أمام القنيطرة ويطلق نيران المدفعية لمنع الاقتراب من الحدود.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مرتفعات الجولان في سوريا، قبل أن تضمها إلى أراضيها بشكل رسمي عام 1981، لكن مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على الخطوة الإسرائيلية عندما اتخذ قراره رقم 497 في ذات العام، والذي اعتبر فيه أن قرار إسرائيل بضم الجولان لاغيًا وباطلًا، وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي.
وتخشى إسرائيل عددًا من السيناريوهات في ظل التطورات الراهنة من بينها انزلاق النيران إلى أراضيها، مرورًا باختراق الحدود من قبل طالبي لجوء، وصولًا إلى هجمات برية وجوية وإطلاق صواريخ، بحسب تقديرات جيش الاحتلال.
وباتت إسرائيل منهكة في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 14 شهرًا، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأمريكي الواسع، وذلك يجعل عاجزة عن فتح أي جبهة أخرى في الوقت الراهن.
وفي غضون ذلك، جرى التصديق من قبل رئيس الأركان هرتسي هاليفي، السبت، على خطط هجومية ودفاعية لمواجهة أي "تهديدات محتملة" من سوريا على خلفية التطورات التي تشهدها.
وشددت أصوات عبرية على ضرورة أن تظل "تل أبيب" في حالة تأهب قصوى في مرتفعات الجولان، مع التركيز على الاستخبارات والدفاع الجوي للرد على أي تطورات غير متوقعة في سوريا، تخوفًا من تكرار سيناريو هجوم الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن تل أبيب تعمل على منع وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي الفصائل المسلحة، خوفًا من استخدامها ضدها في المستقبل.
ولذلك، قصف الطيران الإسرائيلي، الأحد، مخازن أسلحة في جنوبي سوريا والعاصمة دمشق، لمنع وصولها إلى الفصائل المسلحة، بحسب إعلام عبري.
وقال مسؤول أمني لـ"هيئة البث الإسرائيلية": "هاجمنا مستودعات ذخيرة في جنوب سوريا وفي منطقة مطار دمشق، خوفًا من وقوعها في أيدي المسلحين والمجموعات المحلية"، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن بلاده تعمل على إحباط التهديدات المحتملة وإحباط أي مساس بتفوقها الجوي في سوريا.
وفي السياق ذاته، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن طائرات قصفت في سوريا مستودعات أسلحة لا تريد أن تقع في أيدي "الفصائل المسلحة"، دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى.
فيما أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن أهداف الهجوم الإسرائيلي في سوريا هي مستودعات أسلحة وصواريخ أرض-أرض.