قال السفير الكويتي بالقاهرة، غانم صقر الغانم، إن مجلس الوزراء الكويتي يدرس حاليًا مجموعة من الفرص الاستثمارية لضخ استثمارات داخل مصر، وإن هناك زيارة مرتقبة لوزير المالية الكويتي لمصر لبحث ضخ استثمارات إضافية خلال الفترة المقبلة.. مؤكدًا أن هناك توجيهات من أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بتوجيه الاستثمارات إلى مصر وذلك عقب لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة في شهر أبريل الماضي.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته، اليوم الخميس، لجنة الشؤون العربية والخارجية برئاسه حسين الزناتي، بنقابه الصحفيين للسفير الكويتي تحت عنوان: " مصر والكويت.. مصير مشترك في عالم متغير".
وأضاف السفير الكويتي أن استثمارات بلاده في مصر تحتل المرتبة الثالثة بعد السعودية والإمارات.. مبينًا أن الاستثمارات الكويتية في مصر متعددة، وفي العديد من المجالات، السياحية والنفطية والعقارية، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية، كما أن هناك الكثير من الشركات الكويتية التي تعمل داخل مصر في البنوك والزراعة ومختلف أوجه الاستثمار.
وأكد السفير غانم صقر الغانم أن التبادل التجاري بين مصر والكويت في نمو مستمر.. لافتا إلى أن الاستثمارات الكويتية في مصر بلغت 20 مليار دولار، وأن هناك 50 مشروعًا قام بتنفيذها الصندوق الكويتي للتنمية داخل مختلف المدن المصرية، وأن هناك أكثر من 100 شركة كويتيه تعمل في مصر.
وذكر أن تاريخ العلاقات المصرية الكويتية تاريخ طويل، لا يمكن أن نسرده خلال هذا اللقاء.. مؤكدا أن مصر كان لها الدور الأكبر فى دعم مسيرة الكويت منذ سنوات طويله قبل عصر النفط، وكانت هناك بعثات لمصر تذهب للكويت، وأثناء الاستقلال وقفت مصر ودعمت الكويت في استقلالها ودعمتها في مختلف المجالات وحتى المجال العسكري؛ لضمان استقلال الكويت وانضمامها لجامعة الدول العربية، وما تلا ذلك من دعم في تنمية الكويت، ثم في فترة الغزو، حيث قادت مصر الدول العربية لتحرير الكويت.
وقال السفير غانم صقر الغانم، "حتى الآن، يساهم الأشقاء المصريون في تنمية الكويت، حيث يوجد أكثر من 650 ألف مصري يعملون بالكويت لبناء وتنمية الكويت بجوار الكويتيين في مختلف المجالات"، مبينا أن هناك تنسيقا واجتماعات بين وزارة العمل المصرية ونظيرتها الكويتية لبحث آليات استئناف إصدار التأشيرات للعمالة المصرية خلال الفترة القادمة بعد اتخاذ الإجراءات التي تكفل القضاء على تجارة التأشيرات.
وفيما يخص الأحداث في غزة، أكد السفير الكويتي إن بلاده داعمة للقضية الفلسطينية منذ البداية، وهي مستمرة في هذا الدعم حتى الوصول الى اكتمال عملية السلام وإنشاء دولتين، الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل على حدود 67 ، وهذا موقف الكويت الواضح والمعلن للجميع ، ونحن نساند الأشقاء الفلسطينيين، وقد أرسلت الكويت الكثير من المساعدات لقطاع غزة، والتي تم إدخالها للقطاع بالتعاون مع الأخوة في مصر، والذين قدموا كل الدعم لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعن الوضع في سوريا، قال إن ما يحدث في سوريا شأن داخلي، ونحن نحترم اختيارات الشعب السوري، وندعو إلى سلامة الأراضي السورية واستقلال سوريا وسيادتها على أراضيها.
من جانبه، قال خالد البلشي نقيب الصحفيين إن الكويت ترتبط مع مصر بعلاقات تاريخيّة ممتده منذ القرن الـ19، والتعرف الأكبر على الكويت ثقافيا كان عام 1913 مع سفر الشيخ محمد رشيد رضا للكويت وجاء منها ليكتب سلسلة مهمة من المقالات حول الكويت، وكان هذا تعرف كبير على الكويت بالنسبة للمصريين، وقد استمرت العلاقات بعد ذلك وتوطدت في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكانت علاقات هامة، وتم بناء علاقات قوية بين الدولتين، وهذا ظهر في الكثير من المواقف الهامة في العلاقات بين مصر والكويت خلال الاحداث التي مرت على الدولتين.
بدوره، أكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بالنقابة، عمق العلاقات المصرية الكويتية، وهو ما يشهد عليه التاريخ، وليس من باب الكلمات الدبلوماسية، فالعلاقات المصرية - الكويتية نموذجا يُحتذى به في العلاقات العربية والدولية ، حيث تؤكد مصر دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا حيث كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من أوائل الرؤساء الذين هنّأوا الكويت باستقلالها عام 1961، واستمرت المواقف المصرية والتي وصلت إلى الموقف الرسمي والشعبي المؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990، واستمر هذا الدعم فى كل القضايا التي تحتاجها الكويت من مصر كدولة عربية شقيقة تسعى دائما للحفاظ على الأمن القومي العربي.
وقال رئيس لجنة الشئون العربية بالنقابة إن الكويت دائمًا تعلن دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف، فهي التي أعلنت في التاريخ دعمها للوحدة "المصرية - السورية"، ثم وقوفها معها في مواجهة عدوان يونيو 1967، وفي حرب أكتوبر عام 1973، وأخيرا في تأييد إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013، فالعلاقات بين الشعبين المصري والكويتي تقوم على الاحترام المتبال والمصالح المشتركة على خلفية الحرص على وحدة المصير والهدف المحبة، حيث توجد تحظى جالية مصرية في الكويت ب تحظى باهتمام ورعاية كبيرين من جانب القيادة والشعب الكويتي.
وأوضح أنه على هذه الخلفية يأتى لقاء السفير غانم صقر الغانم بنقابة الصحفيين في حوار مفتوح حول كل ما يهم البلدين وتقديم رؤيته على المستويين الثنانئ والإقليمي، بخبراته الدبلوماسية، حيث عمل سفيرا فوق العادة لدى جمهورية جزر القُمر ومصر، وهو دبلوماسي عمل في سفارات بلاده بتونس والبحرين وباريس، وكان مساعدا لوزير الخارجية للشؤون القانونية ومديرا للادارة القانونية بها.