«لغة الضاد» لقب أطلقه العرب على اللغة العربية، نظرًا لتفردهم بها دونً عن غيرها من اللغات الأخرى، حيث لا يستطيع أي أحد غير المتحدثين بالعربية إيجاد صوت بديل لها، ويعتبر ذلك الحرف من أصعب الحروف قديمًا، لما لها من قيمة ومزيج معين وصوت أخر.
والضاد العربية القديمة هي صوتٌ مزيجٌ بين الظاء واللام، واندمج هذا الصوت مع الظاء في الجزيرة العربية، حيث كان الظاء هو الذال المفخمة، حتى تحولت إلى دال مفخمة وأصبحت هي الضاد الحديثة، فالدال المفخمة ليست خاصة بالعربية، بل هي موجودة في العديد من اللغات، وهي ليست الضاد الأصلية التي كان يعنيها المتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب.
في وقت كانت فيه اللغة لا تخلو من الصعوبة والتعقيد، حيث ظهر سيبويه، والخليل بن أحمد الفراهيدي، والأصمعي، وبدأ التنبه لقيمة حرف الضاد في اللغة العربية بعد تعرّب العجم، ويعود ذلك في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث.
بدأ العلماء يصبون كامل اهتمامهم لحرف الضاد، والبحث عن طريقة لتسهيل نطق ذلك الحرف لما وجدوا من صعوبة في نطقه، حيث أشار سيبويه إلى أنّ حرف الضاد من الأصوات غير المستحسنة لمن لا يتكلمون العربية، فأنّ بعض العجم يخلطون بين الظاء والضاد في النطق، مما دفع بعض اللغويين إلى تأليف رسائل تميز بين الحرفين.
ظهرت أهمية لغة الضاد عند دخول الإسلام فهي لغة القرآن الكريم وهي من أقدم اللغات في العالم، حيث تعود أقدم النصوص المكتوبة بها إلى القرن الثالث الميلادي، وزادت أهميتها اكثر.
وتتكون اللغة العربية من قسمين هما الفصحى، التي تستخدم في الكتابة الرسمية والأدب والشعائر الدينية، والعامية، التي تختلف لهجاتها من منطقة إلى أخرى مثل المصرية والشامية والخليجية، كما تتميز اللغة بأبجديتها المكونة من 28 حرفًا، والتي تكتب من اليمين إلى اليسار، وتُعرف بجمال تصميمها الذي أسهم في ظهور فن الخط العربي.
وتمتاز اللغة العربية بغناها بالمفردات اللغوية وقوة البيان ورصانة ومتانة اللغة، لما تحنويه على نظامها النحوي والصرفي الدقيق والمعقد، مما يمنحها قدرة تعبيرية عالية، كما تحتوي على ملايين الكلمات.
كما ظلت اللغة العربية ذات أهمية ومكانة حيث استخدمت كلغة للسياسة، والعلم، والأدب، وامتد تأثيرها ليشمل لغات عديدة مثل التركية، والفارسية، والكردية، والأوردية، والماليزية، والإندونيسية، والإسبانية، والبرتغالية، وغيرها.
ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر في كل عام منذ اعتمادها بين لغات العمل في الأمم المتحدة عام 2011م، وصنفت بلومبيرغ بيزنس ويك اللغة العربية في المرتبة الرابعة من حيث اللغات الأكثر فائدة في الأعمال التجارية على مستوى العالم.
كما نشر المجلس الثقافي البريطاني في 2013 تقريرًا مفصلاً عن اللغات الأكثر طلباً في المملكة المتحدة تحت عنوان "لغات المستقبل" وأن العربية تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم وفي عام 2017 احتلت المرتبة الرابعة، فيما يخص اللغات الأكثر جنيًا للأرباح في بريطانيا تأتي العربية في المرتبة الثانية وفقًا للمنظمة.