تلاحقت التطورات التي تشهدها سوريا على وقع سقوط نظام بشار الأسد، فمن الناحية السياسية طالبت "القيادة الجديدة" برفع العقوبات المفروضة على البلاد، ومن الناحية الميدانية واصلت إسرائيل عملياتها البرية منتهكة سيادة هذا البلد العربي.
رفع العقوبات
بات أكثر ما يشغل "دمشق" في الوقت الراهن، هو رفع العقوبات الغربية على البلاد، حيث طالبت "القيادة الجديدة" برفع العقوبات المفروضة على دمشق خلال لقاء وفدًا دبلوماسيًا أمريكيًا ترأسته "باربرا ليف" نائبة مستشار وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.
ومنذ عام 1979، تصنف الولايات المتحدة الأمريكية سوريا كدولة راعية للإرهاب، مما أدى إلى فرض عقوبات أولية شملت حظر صادرات ومبيعات الأسلحة، وفرض ضوابط على صادرات المواد مزدوجة الاستخدام، إضافة إلى قيود مالية أخرى تم تشديدها بموجب قانون" محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية".
وبعد بداية الثورة السورية في عام 2011، واجه نظام بشار الأسد اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مما دفع واشنطن وعواصم غربية أخرى لفرض سلسلة من العقوبات، كان أشهرها قانون "قيصر"، الذي جاء في أعقاب تسريب مصور عسكري سوري سابق لـ 55 ألف صورة توثق عمليات تعذيب وانتهاكات في مراكز الاعتقال السورية بين عامي 2011 و2013.
وتلك العقوبات كان لها تأثيرات مباشرة، حيث تسببت في تضييق الخناق على الاقتصاد السوري، مما أدى إلى تراجع كبير في القطاعات الحيوية، وبطبيعة الحال أثر ذلك على المدنيين حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب نقص الإمدادات الأساسية والارتفاع الحاد في الأسعار.
وتؤكد "القيادة الجديدة" أن هذه العقوبات كانت مفروضة على نظام بشار الأسد الذي رحل الآن، وأن رفعها ضروري لتسهيل عودة اللاجئين السوريين الذين فروا بسبب الحرب، ولتمكين إعادة بناء البلاد.
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، الخميس، أن هذه العقوبات كانت تطبق على نظام الأسد، وأن الوضع قد تغير الآن، موضحًا أن "سوريا تمر حاليًا بمرحلة انتقالية وهناك عمل يتعين على الجانبين القيام به، ولكنني أعتقد أنه في الوضع الدراماتيكي الذي نراه في سوريا، ينبغي أن تكون هناك على الأقل بادرة أولى تظهر التضامن مع الشعب السوري، حتى تتحقق الظروف اللازمة لرفع جميع العقوبات".
التوغل الإسرائيلي
ميدانيًا، أمهلت القوات الإسرائيلية سكان مدينة البعث في القنيطرة ساعتين لتسليم أسلحتهم، مهددة باقتحام المدينة في حال عدم الامتثال للمهلة المحددة، بحسب المرصد السوري.
وتزامنًا مع ذلك قامت القوات الإسرائيلية بإزالة السواتر الترابية المحيطة بالمدينة، تمهيدًا للدخول إليها، وسط تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
ورصد المرصد السوري، الأربعاء الماضي، توغل القوات الإسرائيلية بعمق تسعة كيلومترات داخل ريف درعا، ودخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود السورية-الأردنية، وتمركزت في مواقع استراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة.
كما دخلت القوات الإسرائيلية محيط قرية صيدا، على الحدود الإدارية بين محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تمثل اختراقًا جديدًا ضمن منطقة جنوب سوريا، وفقًا للمصدر ذاته.
ومستغلة انشغال القيادة الجديدة بتيسير أمور البلاد، عقب سقوط حكم بشار الأسد الذي دام 24 عامًا، توغلت إسرائيل في الأراضي السورية، واستمرت في تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة، وإضافة إلى ذلك أعلنت انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974.