بعد الهجوم الكاسح على بيرل هاربور في ديسمبر 1941، نفذ اليابانيون غارة ثانية تُعرف باسم "عملية K"، إلا أن هذه العملية لم تحظَ بنفس الشهرة بسبب نتائجها المحدودة والنطاق الضيق، وهدفت العملية إلى إجبار الأسطول الأمريكي على مواجهة معركة حاسمة في ظروف غير مواتية، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول، تُعتبر "عملية K" أول غارة جوية باستخدام الطائرات المائية عبر مسافات طويلة، مما أضاف بعدًا تقنيًا جديدًا للحرب.
في السابع من ديسمبر 1941، تعرضت القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربور لهجوم مدمر من قبل اليابانيين، ما أدى إلى إغراق أربع سفن حربية وتدمير 188 طائرة ومقتل حوالي 2500 شخص، رغم هذا النجاح الظاهر، ظلت منشآت رئيسية سليمة، بما في ذلك أحواض بناء السفن ومستودعات الوقود، والأهم، نجت حاملات الطائرات الأمريكية الرئيسية، مما حافظ على قدرة الولايات المتحدة على الرد بقوة لاحقًا.
أُطلق اسم "عملية K" على الغارة الثانية، حيث اعتمدت على استخدام الزوارق الطائرة Kawanishi H8K. صُممت هذه الطائرات خصيصًا للدوريات البحرية وتمتاز بمدى تشغيلي طويل وقدرة على حمل أسلحة ثقيلة، لكن التحديات اللوجستية حالت دون نجاحها الكامل، انطلقت العملية من جزيرة ووتجي أتول، حيث قطعت الطائرات أكثر من 3000 كيلومتر لتصل إلى منطقة الهدف.
مع اقتراب الطائرات اليابانية من هاواي، حال الغطاء السحابي الكثيف دون تنفيذ المهمة كما خُطط لها، مما اضطر الطيارين إلى إسقاط قنابلهم عشوائيًا على المناطق الجبلية، ورغم عدم وقوع أضرار كبيرة، كشفت العملية عن قدرة اليابانيين على تنفيذ هجمات طويلة المدى، إلا أن تأثيرها على المجهود الحربي كان ضئيلاً، خاصة مع الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية الأساسية.
توضح "عملية K" التحديات التقنية واللوجستية التي واجهتها اليابان خلال الحرب، وتعكس الطموح الياباني لاستغلال التكنولوجيا الجديدة في تعزيز سيطرتها في المحيط الهادئ، رغم أن النتائج لم تكن مرضية كما في الهجوم الأول.