الخميس 2 يناير 2025

ثقافة

جوستاف إيڤل.. أشهر مهندس معماري في التاريخ

  • 30-12-2024 | 20:06

جوستاف إيفل

طباعة
  • همت مصطفى

ينسب له برج إيڤل، الذي أصبح أطول برج في العالم منذ بنائه حتى عام 1930م، فهو الذي صمم وأشرف على بناء برج إيفل بباريس، أشهربرج بالعالم كله، وأضاف الكثير للمعارف الإنشائية خاصة عندما يتعلق الأمر بمواد البناء المختلفة فأطلق عليه لقب «ساحر الحديد»، وأطلق العنان لخياله وإمكاناته بمشاريع عديدة أبقت على ذكراه إلى يومنا هذا؛ إنه المهندس المدني والمعماري ألكسندر جوستاف إيڤل.

وجوستاف إيڤل هو من بنى الهيكل الحامل لتمثال الحرية في نيويورك، والكثير من الجسور والمنشآت الهندسية حيث سبقت رؤيته الإنشائية عصره الزمني، كما أغنى الإنشاء المعدني عبر إيجاد قواعد رياضية طورت هذا العلم لإنشاء مالم يكن بالإمكان إنشاؤه سابقا.

الميلاد والنشأة 
ولد ألكسندر جوستاف إيڤل في 15 يناير من عام 1832م، في مدينة ديجون الفرنسية، وهو الأكبر بين أخوته، كانت أمه تعمل في مجال الفحم أما والده فكان عسكريا في الجيش الفرنسي، وبسبب انشغالهما الدائم قضى ألكسندر معظم طفولته لدى جدته.

درس «إيڤل» في مدرسة ليسيه الملكية في ديجون وحصل على الشهادة الثانوية في العلوم والإنسانيات، وكان لعم غوستاف وصديقه الكيميائي ميشيل بيريت دور هام في تعليمه عن مواضيع متنوعة مثل الفلسفة، الكيمياء، وأعمال المناجم وغيرها، وبدأ بعدها يحضر لامتحانات القبول في الجامعات الهندسية الفرنسية، عبر الالتحاق بكلية القديسة باربرة»، وتم قبول إيڤل في المدرسة المركزية للفنون والصناعات في باريس وهي من الجامعات الفرنسية المرموقة، وحصل منها على إجارة في الكيمياء عام 1855، بالرغم أن مسيرته المهنية اتجهت نحو الهندسة والإنشاء.

الحياة الشخصية 
تزوج «إيڤل» من ماري جوديليت عام 1862 ولهما 5 أبناء، بقيا سوية حتى توفت زوجته عام 1887 بعد إصابتها بذات الرئة ولم يتزوج بعدها.

أشهر أقوال  «إيفل»
المبدأ الأساسي في الجمال المعماري هو أن تحدد الخطوط الأساسية للمنشأة تناسب مثالي مع وظيفتها.

إنجازات وإرث  «إيفل»
بدأ «إيڤل» حياته المهنية كسكرتير لمهندس السكك الحديدية تشارلز نيبفيو، ما أعطاه خبرة كبيرة في هذا المجال لكن سرعان ما أفلست شركة تشارلز، الذي قام بإيجاد فرصة عمل جديدة لإيفل يتضمن تصميم جسر لشركة كبيرة استولت على الكثير من الأعمال البنائية وقتها.

وعندما ترأس نيبفيو قسم الأبحاث لهذه الشركة حصل على الكثير من العقود له ولإيفل، ففي عام 1857 حصلا على عقد لبناء جسر للسكك الحديدية فوق نهر الغارون لكن باستقالة نيبفيو عام 1860 أصبح «إيڤل» المهندس المشرف على المشروع وبعد إتمامه العمل تمت ترقيته إلى أن تراجعت أعمال الشركة فاستقال منها.

بدأ «إيڤل»يعمل بشكل مستقل كمهندس استشاري وانخرط في بناء السكك الحديدية في تولوس وأجين في فرنسا، ثم في عام 1866م حصل على عقد للإشراف على بناء القاطرات من الحكومة المصرية سافر على إثرها لمصر.

وجذبت شهرة «إيڤل» الكثير من العقود والأعمال إلى أن قرر إقامة ورشة أعمال خاصة به عام 1866م، وحصل على مشاريع في دول عديدة، منها إنشاء الهيكل المعدني لكنيسة القديس ماركوس في تشيلي، وكانت ابتكاراته الإنشائية منارة الطريق للأعمال الإنشائية اللاحقة.

«إيڤل» يؤسس شركته

وأسس في 1868 بالمشاركة مع ثيوفيل سيرج شركة «إيڤل» التي تلقت مشاريع هامة ومشهورة إلى يومنا هذا، حيث أعلنت المعارض العالمية أن غوستاف إيفل المهندس رائد في زمانه، لكن الأثنين ألغيا شراكتهما عام 1879م.

«إيڤل» مؤسس تمثال الحرية 

أعاد «إيڤل» إحياء شركته واسماها «شركة إيفل للمنشآت»، وفي عام 1884م أنهت الشركة بناء جسر «غارابيت فياداكت» للسكك الحديدية في فرنسا، الجسر الذي اعتبر الأعلى في العالم حينذاك.

بعد وفاة المهندس المشرف على إنشاء الهيكل المعدني الحامل لتمثال الحرية، تولى إيفل المهمة وتم افتتاح التمثال في 1886م، ويعد تمثال الحرية من أكثر الصروح من شهرة في العالم إلى يومنا هذا.

وقام «إيڤل» عام 1886 بتصميم قبة لـ «مرصد نيس» الفلكي، في مدينة نيس الفرنسية، القبة التي كانت الأضخم في ذلك الوقت.

برج «إيڤل» أهم  وأشهر الأعمال

بالرغم من أن أعمال«إيڤل»  في ذلك الوقت كان ناجحة ومبهرة إلا أن «برج إيفل» الذي صممه وأشرف على إنشائه يعد من أهم أعماله على الرغم من الجدل الكبير الذي دار حوله، بدأ ألكسندر بإنشاء تحفته الفنية عام 1887 في باريس فرنسا، استغرقت أعمال البناء عامين نتج عنها هذا الصرح الهندسي والفني المميز بارتفاع 300 مترا، الذي بقي الأطول في العالم لمدة 41 سنة، والأشهر في العالم إلى يومنا هذا.

وتعرضت مسيرة «إيڤل» المهنية لصفعة موجعة بعد الفضيحة المالية، التي طالته بسبب مشروع قناة «بنما»، حيث حصل على عقد لإنشاء سدود على هذه القناة عام 1887، وتم اتهامه بسوء استخدام التمويل المالي لهذا المشروع وحكم عليه بالسجن لمدة عامين وغرامة 20 ألف فرنك، إلى أن طلب الطعن من المحكمة وتم تبرئته من كافة التهم الموجهة إليه.

بعد انتهاء «إيڤل» من أعمال البناء لبرج إيفل، ازداد اهتمامه بعلم الديناميكا الهوائية، فأنشاء مكتبة خاصة بهذا العلم عام 1905، وبعد تقاعده من الهندسة، كرس بقية حياته لدراسة علم الأرصاد الجوية والديناميكا الهوائية وكتب الكثير من الأبحاث حولها، وأهم ما قدمه لهذه العلوم هو كتابه «مقاومة الرياح والملاحة الجوية».

في عام 1913 كرم «إيڤل» بجائزة صموئيل ب. لانغلي للديناميكا الهوائية من قبل «مؤسسة سميثسونيان» اعترافا بإنجازاته غير المسبوقة في هذا المجال.

«إيڤل» مصدر دخل وفخر للفرنسيين

 ولكن الكثير من أعمال «إيڤل» معرضة للخطر في يومنا هذا والعديد منها قد تم هدمها، لذا انتشرت العديد من الحراكات المطالبة بحمايتها، وتعرض«إيڤل» عند بداية الأعمال الإنشائية لبرج إيڤل للكثير من الانتقادات اللاذعة وخاصة بسبب الغاية التي سيؤديها البرج، إلا أنه تحول لمصدر دخل وفخر للفرنسيين لما حققه من جذب سياحي وإضافة جمالية لروح مدينة باريس.

وفاة غوستافإيڤل
ورحل  المصصم الأشهر عالميا  ألكسندر غوستاف إيڤل في 27 ديسمبر من عام 1923 عن عمر 91 في قصره في باريس، فرنسا، تاركًا ورائه إرثا هاما من المنشآت الهندسية والأبحاث العلمية التي أغنت علوم الإنشاء، التشييد، العمارة والملاحة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة