أكد الدكتور حمد أبو طالب مدير إدارة الامن الغذائى بإتحاد المغرب العربي، أن الاقتصاد الأزرق يمثل محورًا استراتيجيا لدولنا، بما يتيح استغلال مواردنا البحرية والمحيطية بأسلوب مستدام يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، مشيرا الى أن تطوير استراتيجية إقليمية في هذا المجال يمثل فرصة لاستثمار مواردنا الطبيعية المتجددة في مجالات كالصيد البحري، السياحة البحرية، والطاقة النظيفة، بما يعزز من قدرتنا التنافسية عالميا.
جاء ذلك خلال ورشة العمل النهائية لاعتماد استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول شمال إفريقيا بمشاركة ما يصل إلى 30 مشاركاً من خبراء وممثلين عن دول اتحاد المغرب العربي (الجزائر، ليبيا، موريتانيا، المغرب، تونس) بالإضافة إلى مصر والتي ينظمها مكتب الاتحاد الافريقي للثروة الحيوانية بدعم من الحكومة النرويجية.
حضر الورشة الدكتور أحمد البلتاجى خبير الاتحاد الأفريقي لشئون الإنتاج الحيواني لإدارة الموارد الطبيعية والمرونة، الدكتورة دعاء همام مدير عام الاتفاقيات الدولية بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية نيابة عن اللواء الحسين فرحات محمد المدير التنفيذي للجهاز،والدكتور أسامة قدور عميد كلية الثروة السمكية بجامعة السويس نيابة عن الدكتور أشرف حنيجل.
وقال الدكتور حمد أبو طالب - نيابة عن طارق بن سالم الأمين العام لاتحاد المغرب العربى - إن إجتماعنا اليوم يؤكد التزامنا الجماعي بتوحيد الجهود،عبر التعاون بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، والمجتمع المدني، لضمان تنفيذ فعال لهذه الاستراتيجية، فالاقتصاد الأزرق لا يعزز فقط الأمن الغذائي ويخلق فرص العمل، بل يسهم أيضا في تحسين جودة الحياة والحد من الفقر،مع الحفاظ على ثرواتنا البحرية للأجيال القادمة.
ووجه أبو طالب الشكر لجمهورية مصر العربية، قيادة وشعبا، على كرم الضيافة والتسهيلات المقدمة لإنجاح هذه الورشة والشكر كذلك لمفوضية الاتحاد الإفريقي، وخاصة المكتب الإفريقي للثروة الحيوانية، على دعمهم المتواصل لتعزيز الأمن الغذائي والارتقاء بقطاع الموارد الحيوانية في منطقتنا المغاربية، متمنيا أن تسفر الورشة عن توصيات عملية، تدعم العمل المشترك وتحول التحديات إلى فرص واعدة.
من جانبه ، أعرب الدكتور أحمد البلتاجى خبير الاتحاد الأفريقي لشئون الإنتاج الحيواني لإدارة الموارد الطبيعية والمرونة عن سعادته الحضور بإطلاق ورشة عمل الاستراتيجية الأفريقية للاقتصاد الازرق من قلب مدينة القاهرة والتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف أجندة 2063، فى إطار التنمية في أفريقيا، لافتا إلى أهمية العمل على تنمية الاقتصاد الأزرق في أفريقيا،استنادًا إلى ما انتهى منه الخبراء.
وأوضح أن مبادرة إيبار من بين المبادرات الأخرى، مسئولة عن دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الاقتصادي الإقليمي (OIC) وخاصة الاطار الخاص بالثروة السمكية فهذه الاطر الاقليمية قد اعتمدها رؤساء الدول والحكومات التابعة للاتحاد الأفريقي.
ولفت إلى أهمية دعم الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقى من خلال وضع استراتيجيات الاقتصاد الأزرق على المستويين الوطنى والاقليمى من أجل بناء دعم قدرات الدول الافريقية.
وأكد الدكتور أسامة قدور عميد كلية الثروة السمكية بجامعة السويس نيابة عن الدكتور اشرف حنيجل، ضرورة إيجاد آليات مستدامة فى الدول الاعضاء بالاتحاد للحفاظ على مواردنا الافريقية خاصة الموارد المائية من أجل مواجهة التحديات الكثيرة على مستوى العالم اجمع والقارة الافريقية خاصة، لافتا إلى أنه سبق وأن تم تنظيم ورش عمل تشاورية لإعداد استراتيجيات وطنية وإقليمية وورشة اليوم جاءت بناء على مسودة أُعدّت خلال ورشة العمل التي عُقدت في القاهرة عام 2023.
من جهتها، أكدت الدكتورة دعاء همام مدير عام الاتفاقيات الدولية بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية أن وجود استراتيجية إقليمية للاقتصاد الأزرق لدول شمال أفريقيا يعد ضرورة ملحة لتحقيق التكامل بين دول المنطقة، وضمان الاستخدام المستدام للموارد البحرية المشتركة حيث تدعم هذه الاستراتيجية تعزيز التعاون الإقليمي في حماية الموارد البحرية، دعم الابتكار والتكنولوجيا في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وتحسين القدرات المؤسسية والبشرية لدول المنطقة فمن خلال التركيز على الاقتصاد الأزرق، يمكن لدول شمال أفريقيا، التي تمتلك سواحل طويلة وثروات بحرية غنية الاستفادة بشكل كبير لتعزيز اقتصادها الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت "إننا في مصر نؤمن بأهمية التعاون مع شركائنا في الاتحاد الإفريقي،ومن خلال هذه الورشة نتطلع إلى تبادل الخبرات مع كل المشاركين، لتحقيق التوافق الإقليمي حول استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول اتحاد المغرب العربي وشمال إفريقيا..مشيرة إلى أن هذه الجهود المشتركة بين الاتحاد الأفريقي ودول القارة، بما فيها دول شمال أفريقيا، تعد خطوة نحو تحقيق رؤية "أفريقيا التي نريدها وفق أجندة 2063، حيث يصبح الاقتصاد الأزرق وسيلة لتعزيز التنمية الشاملة والازدهار المستدام واجتماعنا هنا اليوم يعكس التزامنا المشترك بالعمل الجماعي نحو مستقبل أفضل لشعوب قارتنا الأفريقية.
وتناقش الورشة على مدار 3 ايام محاور استراتيجية الاقتصاد الأزرق لأفريقيا (ABES)،الصيد البحري، وتربية الأحياء المائية، والمحافظة على النظم البيئية المائية، النقل البحري، والتجارة، والموانئ، والأمن والسلامة البحرية، السياحة الساحلية والبحرية، والتغير المناخي، والبنية التحتية، الطاقة المستدامة، والموارد المعدنية، والصناعات المبتكرة، السياسات، والحوكمة، وخلق فرص العمل، والتمويل المبتكر.