الإثنين 6 يناير 2025

عرب وعالم

القطاع الصحي في غزة ما بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي وسندان الصمت الدولي

  • 30-12-2024 | 11:52

قطاع غزة

طباعة
  • أ ش أ

لليوم الـ450 على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، في ظل صمت وعجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب الشرسة التي أسفرت عن استشهاد 45,514 مواطنا أغلبيتهم من النساء والأطفال وإصابة 108,189 آخرين في حصيلة غير نهائية، كما لايزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وتتعرض المنظومة الطبية في القطاع لعدوان إسرائيلي مستمر يستهدف اعتقال الأطقم الطبية وتدمير البٌنى التحتية الصحية في شمال غزة في مقدمتها مستشفى كمال عدوان التي يواصل حصارها، وأدى الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الطبية إلى حرمان المدنيين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، كما استشهد نحو 1060 كادرا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر عام 2023 فيما اعتقل أكثر من 310 آخرين وأصيب المئات ودمر نحو 130 سيارة إسعاف.

وفي جنيف، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى وقف الهجمات على المستشفيات في غزة، بعد أن قصفت إسرائيل إحداها وداهمت أخرى في الأيام الأخيرة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس - في رسالة له نشرها عبر منصة "إكس": "لقد أصبحت مستشفيات غزة مرة أخرى ساحات قتال والنظام الصحي يتعرض لتهديد خطير"، مضيفا: "نكرر أوقفوا الهجمات على المستشفيات، يجب أن يحصل سكان غزة على الرعاية الصحية، ويجب أن يحصل العاملون في المجال الإنساني على المساعدات الصحية، أوقفوا إطلاق النار".

وبحسب السلطات الصحية في القطاع والجيش الإسرائيلي، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 240 فلسطينيا يوم  الجمعة  الماضي من بينهم العشرات من الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان بمن فيهم مديره حسام أبو صفية حسبما أورد موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي.

ودعا تيدروس، الذي تعرض الأسبوع الماضي لغارة إسرائيلية على المطار الرئيسي في اليمن قال إنها كادت أن تكلفه حياته، إلى إطلاق سراح أبوصفية فوراً.. قائلا: "إن المستشفى الأهلي كان أيضاً هدفاً للهجمات".

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها سلموا الإمدادات الطبية الأساسية والغذاء والمياه إلى المستشفى الإندونيسي في غزة ونقلوا عشرة مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء، تم احتجاز أربعة مرضى أثناء عملية النقل..مناشدا إسرائيل بضرورة ضمان احترام احتياجات الرعاية الصحية وحقوق المرضى.

وعلى صعيد متصل، أكد مدير شبكة منظمات العمل الأهلي والوطني الفلسطيني أمجد الشوا، في تصريح له، أن حالة المرض والجوع والبرد هي المسيطرة على الموقف في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي يواصل جرائم الإبادة في مختلف قطاع غزة خاصة الشمال.

وقال الشوا - في مداخلة مع قناة "النيل" للأخبار: "إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في الاعتداء على المنظومة الطبية واعتقال الأطقم الطبية وتدمير البٌنى التحتية الصحية في شمال غزة، وفي مقدمتها مستشفى كمال عدوان التي يواصل حصارها، والأوضاع تنذر بمزيد من الخطر على أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في بيت حانون شمال القطاع غزة الذي يشهد قصفا مستمرا في ظل منع دخول الإمدادات".

وأوضح مدير شبكة منظمات العمل الأهلي الفلسطيني، أن القطاع يعيش كارثة في ظل مجاعة بدأت تظهر في حالات سوء التغذية الشديدة على الأطفال خاصة، ووفاة الرضع جراء البرد الشديد وفقدان المأوى والملابس الشتوية، وتدفق مياه الأمطار إلى الخيام.. مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى لإخلاء شمال غزة بالكامل من السكان وتدميره تدميرا ممنهجا، سواء المباني أو الهيئات والمؤسسات.. مؤكدا أن الأوضاع ستزداد سوءا إذا توقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو تقليص عملها، وسيكون له تداعيات خطيرة على ما تبقى من منظومة العمل الإنساني.

ومن جهته، أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة دكتور بسام زقوت أن القطاع الصحي في قطاع غزة سواء الكوادر الصحية أو المستشفيات والمراكز، تشهد معاناة كبيرة جراء الاستهدافات والحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، دون احترام للإنسانية والقوانين الدولية وقوانين حماية الكوادر الصحية خلال عملها.

وقال زقوت - في مداخلة مع قناة "القاهرة" الإخبارية: "إنه بعد الاتفاق والتنسيق عبر منظمة الصحة العالمية لنقل بعض الجرحى من المستشفى الإندونيسي باتجاه غزة تم إيقافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي واعتقال بعضهم"، لافتا إلى أن الوضع الصحي كارثي والممارسات ضد الشعب الفلسطيني تعصف بجميع المعايير.

وأوضح أن المراكز الصحية والمستشفيات تعاني من التكدس الشديد بنسبة إشغال أكثر من 300%، في ظل استمرار الحصار وضعف الإمكانات للمستشفيات ونقص المحروقات، وفي ظل الجوع والبرد في القطاع الذي أصبح يؤدي إلى الوفاة، مشددا على أن ما يحدث في القطاع عملية ممنهجة تنطوي تحت إطار الإبادة الجماعية.

وأشار مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، إلى أن معظم الأطفال تحت سن عامين في القطاع يعانون من أزمات البرد والجوع والالتهابات التنفسية في الجهاز العلوي على الأقل، محذرا من تأثر خيام النازحين جراء الطقس البارد والأمطار وتكدس مياه الصرف الصحي وما له من أضرار صحية.

وعلى الصعيد الميداني، أصيب فلسطينيان صباح اليوم في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم النصيرات وشرق رفح، وسط وجنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن مواطنا أصيب برصاص الاحتلال شمال غرب مخيم النصيرات، وآخر بعد إلقاء طائرة مسيّرة (كواد كابتر) قنبلة في محيط معبر كرم أبو سالم شرق رفح.

وكثف جيش الاحتلال فجر اليوم قصفه المدفعي على مناطق متفرقة بقطاع غزة فيما واصل نسف مبان سكنية في محافظة الشمال، حيث يمعن بإجراءات التطهير العرقي منذ 5 أكتوبر الماضي.

وفي الشمال، قصفت آليات جيش الاحتلال بشكل مكثف أنحاء مختلفة أبرزها "منطقة الصفطاوي، وجباليا النزلة ومخيم جباليا"، كما أطلق الاحتلال بشكل مكثف قنابل إنارة في تلك المناطق فيما دوت أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن أعمال نسف لمبانٍ سكنية في الشمال.

وفي 5 أكتوبر الماضي اجتاح جيش الاحتلال مجددا شمال قطاع غزة في محاولة لتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجير المواطنين منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء، والماء، والأدوية، كما شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة وحي الزيتون والصبرة جنوب المدينة قصفا مدفعيا متقطعا.

وأطلقت مسيرات الاحتلال من نوع "كواد كابتر" النار بمحيط صيدلة "ابن الهيثم" في شارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة فيما استهدفت قوات الاحتلال مخيم النصيرات بالتزامن مع إطلاق النيران بشكل عشوائي كما قصفت بحرية الاحتلال منطقة المواصي غرب مدينة رفح فيما شهد شمال غرب المدينة قصفا مدفعيا مكثفا.

الاكثر قراءة