يصادف في أول يوم من العام الجديد، ميلاد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، طالما عُرف بقوة أسلوبه وحبكته ومؤلفاته الخالدة المتواجدة في بيت كل مصري حتى وقتنا هذا، حيث قدم بعبقريته أيقونة لن تتكرر ليطل علينا بروايته "لن أعيش في جلباب أبي"، الصادرة عام 1982 عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، تحولت الرواية لمسلسل تلفزيوني حقق نجاحاً جماهيريًا باهراً.
«لن أعيش في جلباب أبي» من روائع عبد القدوس، قدم في روايته دفئ الأسرة والجو المليء بالروح المصرية، وعكس ما يدور داخل معظم البيوت في مجتمعاتنا الشرقية والصراع الذي يحدث بين أغلب الآباء وأبنائهم.
وتدور الرواية عن عبد الغفور البرعي رجل ثري له أملاك عديدة، حيث جمع تلك التركة بجهد وعمل شاق في بداية حياته ومر بكثير من المحطات الصعبة التي جعلته مدرك لقيمة المال نتيجة للمثابرة والتعب الذي لاقاه في بداية حياته، مما سبب ذلك فجوة بينه وبين ابنه عبد الوهاب وبناته الأربع.
حاول الابن الخروج من عبائه والده عبد الغفور واثبات ذاته بعيدًا عنه ولكن لم ينجح في تحقيق ذلك، كما حاولت بناته بناء كل شخصية مستقلة بذاتها وبإرادتها ولكن أخفقوا في ذلك أيضًا، رغم ترك والدهم لهم ولم يتدخل إلا عند احتياجهم له، ولكن نجحت الأخت الصغرى في تحقيق ما لم يستطع أشقائها في إنجازه نتيجة لما شاهدته وعاشته من تجارب أشقائها.
إحسان عبد القدوس
وُلد الكاتب والروائي إحسان محمد عبد القدوس في 1 يناير عام 1919 في محافظة القاهرة، كان والده المؤلف والممثل محمد عبد القدوس، ووالدته فاطمة اليوسف التي أطلقت على نفسها اسم "روز اليوسف" مؤَسِسَة مجلة روز اليوسف الشهيرة.
بلغت عدد رواياته التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات 70 فيلم ومسلسل سينمائي وتلفزيوني، فكان له دوراً بارزاً في صناعة السينما ليس فقط عن طريق الأفلام التي انتجت من قصصه ورواياته ولكن بالتي شارك في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها.
شارك في صياغه وكتابة حوار العديد من الأفلام مثل فيلم لا تطفئ الشمس للمخرج صلاح أبو سيف، كما كتب حوار فيلم إمبراطورية ميم وكانت قصته مكتوبة على أربعة أوراق فقط وأخرجه حسين كمال، وشارك كذلك الكاتبين سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس في كتابة سيناريو فيلم أبي فوق الشجرة.