في مثل هذا اليوم، 3 يناير 1939، صدر العدد الأول من مجلة "الثقافة المصرية"، التي جاءت لتقدم الثقافة بمعناها الشامل، بارزة بالأدب، الفلسفة، التاريخ، الاجتماع، والعلوم الإنسانية، ترأس تحريرها أحمد أمين، فيما أشرف عليها الصحفي عبد الوهاب خلاف.
امتدت مسيرة المجلة الأولى على مدى 14 عامًا حتى 1953، حيث كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر، وقدمت المجلة مقالات أسبوعية بقلم أحمد أمين، تناولت مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والأدبية، وجُمعت لاحقًا في كتابه الشهير "فيض الخاطر".
تميزت مقالات المجلة بتقديم رؤى عصرية عن التيارات السياسية والمذاهب الفكرية الحديثة، مع تشجيع الأدب الاجتماعي والرواية والمسرح، وكانت منبرًا للتنوير والعقلانية في زمن التحولات الكبرى.
توقفت عام 1953، وعادت مجلة "الثقافة المصرية" للصدور مجددًا في 3 يناير 1957 بمبادرة من وزير الإرشاد وقتها فتحي رضوان، وترأس تحريرها الكاتب محمد عوض، وتولى على رئاستها أسماء بارزة مثل حسين فوزي، علي الراعي، ويحيى حقي، الذي فوض الناقد شكري عياد تولي إدارة التحرير في الأشهر الأخيرة من عام 1970.
مع موجة إغلاق مجلات أخرى، يعرف بـ"مذبحة المجلات"، أغلقت مرة أخرى في أكتوبر 1971 و أثار ذلك القرار جدلًا واسعًا، حيث اعتبره مثقفون محاولة لتقويض الثقافة الوطنية في ظل التغيرات السياسية التي قادها الرئيس أنور السادات.
عادت مجلة "الثقافة" في ثوبها الجديد، بعد أكثر من أربعة عقود، حاملة شعار "سجل الثقافة الرفيعة"، لتستأنف دورها في تعزيز الوعي الثقافي والعقلاني، كما حمل الإصدار الجديد نصوصًا لكتاب بارزين مثل أحمد الخميسي، سيد حجاب، وجمعة فرحات، بالإضافة إلى الشاعر العراقي شاكر لعيبي.
تظل مجلة "الثقافة المصرية" علامة فارقة في تاريخ الصحافة الأدبية والفكرية في مصر، شاهدة على تحولات الوطن وساعية لتعزيز القيم الثقافية التي تربط مصر بالعالم.