بُعثت الروح مرة أخرى في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية تقف على مشارف شهرها الـ15 تواليًا، حيث شهدت الساعات الأخيرة استئناف المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، وسط أنباء تؤكد أن تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزًا تطالب بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، ما يعني أن الأمور تمضي على قدم وساق.
حماس تعود من جديد
أكدت حركة حماس، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، موضحة أن "هذه الجولة ستركز على أن يؤدي الاتفاق المرتقب إلى وقف تام لإطلاق نار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم".
وكانت حماس قد أعلنت في الـ25 من ديسمبر الماضي، تأجيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع إسرائيل شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.
وجددت حماس تأكيدها، أمس الجمعة، على جديتها وإيجابيتها وسعيها للتوصل لاتفاق في أقرب فرصة، بما يحقق طموحات الشعب الفلسطيني، موضحة أن أهم شروط ذلك "وقف العدوان وحماية شعبنا، في ظل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال".
وجاء بيان حماس في أعقاب إرسال وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية "الدوحة"؛ لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما جاء في بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن نتنياهو وافق خلال اجتماع عقد أمس الجمعة على منح تفويض كاف لوفد التفاوض الذي غادر إلى قطر للمشاركة في محادثات بشأن تبادل الأسرى.
وقال الصحيفة، إن هناك فجوات رغم التقدم، فيما يبحث الوسطاء عن حل لطلب إسرائيل تقديم قائمة بأسماء المحتجزين، زاعمة أن إسرائيل الآن تنتظر رد حماس، بحسب ما أوردته عن مسؤول.
تطورات غير مسبوقة
وفي موازة ذلك، قال موقع "والا" العبري، إن تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزًا تطالب بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وأضاف "الموقع" نقلًا عن مسؤول، أن هناك تقديرات بأن بعض المحتجزين المدرجين في القائمة ربما لا يكونون على قيد الحياة، موضحًا أن هدف إسرائيل هو إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء المدرجة أسماؤهم في القائمة.
وفي ذات الإطار، كشف الموقع العبري أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد يشمل المرحلة الأولى منه الإفراج عن أكثر من 30 أسيرًا، بعضهم أحياء وبعضهم جثامين، كما يُتوقع أن تتضمن المرحلة الأولى وقفًا لإطلاق النار في غزة لمدة تتراوح بين 6 أو7 أسابيع.
وفي شان الفجوات، قال مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إنهم متفائلون بحذر بإمكانية سد الفجوات مع حماس وإبرام اتفاق خلال الأسابيع المقبلة، موضحين أن الوسطاء القطريين والمصريين وأعضاء من فريق ترامب يضغطون للمضي قدمًا نحو اتفاق.
ومنذ ما يقرب من أكثر من عام، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.