الثلاثاء 7 يناير 2025

تحقيقات

غزة نموذج رائد.. خبراء: إستراتيجية مصر في دعم الأشقاء الثابتة لن تتبدل أو تتغير

  • 5-1-2025 | 21:47

مصر سند الأشقاء

طباعة
  • محمود غانم

أكد خبراء على أن مصر تواصل دورها التاريخي في دعم الأشقاء العرب، بما يعنيهم على مواجهة الأزمات والتحديات، وذلك في إطار إستراتيجيتها الثابتة التي لن تتبدل أو تتغير.

واستشهد الخبراء في حديثهم لـ"دار الهلال"، بالدعم المصري، الذي قدم إلى قطاع غزة، في أعقاب حرب حرب الإبادة الإسرائيلية، المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، كنموذج رائد يعكس الدبلوماسية الداعمة للأشقاء في مواجهة ما يتعرضون له من تحديات ومخاطر، ولا سيما على الجانب الإنساني.

وفي غضون ذلك، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تتخذ مواقف "ثابتة" في دعم الدول العربية، خصوصًا في مجال المساعدات الإنسانية، بغرض تخفيف الأعباء، التي تواجه تلك الدول.

وأوضح "بدر الدين" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن ذلك بات جليًا في تعامل مصر مع العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، حيث عملت جاهدة على إنفاذ دخول المساعدات الإنسانية، ولكن العرقلة كانت تأتي دومًا من الجانب الإسرائيلي، أما مصر فقد قامت بدورها حيال الأزمة على الوجه الأكمل.

وأضاف أن الموقف المصري الداعم للدول العربية يتضح كذلك من خلال التعامل مع الأزمة اللبنانية السافرة جراء التوغل الإسرائيلي فيها، حيث بادرت مصر بتقديم المساعدات الإنسانية، متابعًا:"نفس الأمر حدث اتجاه الأزمة السودانية، وسوريا التي كانت أحدث حالة".

وبناء عليه، يقول أستاذ العلوم السياسية، إن أحد الثوابت في الدبلوماسية المصرية، هي دعم الأشقاء العرب في مواجهة ما يتعرضون له من تحديات ومخاطر، وخاصة على الجانب الإنساني.

ورأى أنه لا يمكن فصل الجوانب الإنسانية عن الجوانب السياسية، وذلك ردًا على سؤال ما إذا كان الدعم المصري يستهدف مكاسب سياسية أم يستهدف دعم الشعوب فقط.

ومضى موضحًا أن الشعوب تشعر بالتوجه المصري، الذي يعمل على تحقيق مصالحها، فلذا لا تستطيع فصل الشعب عن النظام، فمثلًا حين نقول أن ذلك الدعم موجه إلى لبنان فمن شأن ذلك أن يدعم العلاقات مع هذا البلد..وهكذا. وفي الختام، يؤكد "بدر الدين" أن هذا الدعم موقف إيجابي من مصر يستهدف دعم الشعوب في التحديات التي تواجهها.

غزة نموذج رائد في دعم الأشقاء

وفي ذات الإطار، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية، إن مصر تواصل تقديم الدعم للدول الشقيقة التي تمر بمعاناة أو احتياجات شديدة، مبرزة غزة كنموذج في هذا الصدد، حيث قدمت مصر لها أطنانًا من المواد الإغاثية والمساعدات.

جاء ذلك في تصريحات أدلت بها لبوابة "دار الهلال" تعليقًا على المساعدات المصرية التي قدمت مؤخرًا إلى العديد من الدول العربية "الشقيقة" بما يعينها على مواجهة الأزمات والتحديات، سواء من حروب وصراعات أو كوارث طبيعية.

وتابعت "بكر" حديثها بشأن غزة، موضحة أن مصر فتحت المعابر أمام المرضى والمصابين الذين هم بحاجة إلى العلاج، وذلك بالإضافة إلى تقديم المساندة الدبلوماسية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.

وأضافت: "أما فيما يخص سوريا وما قدمته مصر من طائرة شحن مصرية تحمل 15 طنًا من المساعدات الإغاثية، مؤكدة أنها لن تكون الأخيرة، فهي مقدمة من الشعب المصري إلى الشعب السوري في فترة يمر بها في مرحلة انتقالية جاءت بعد سنوات طويلة صعبة"، موضحة أن ذلك يأتي في إطار دعم ومساندة الدولة المصرية للشعب السوري.

وأكدت أستاذة العلوم السياسية، أن مصر لها تاريخ طويل من المؤاخاة مع سوريا، حيث تقف القاهرة دائمًا مع وحدة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرة إلى أن ذلك من أهم استراتيجيات سياستها الخارجية.

كما أكدت أن مصر تركز على أهمية استقرار سوريا، مستشهدة بالمكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية المصري مع الجانب السوري، لتؤكد مصر خلالها على ذلك.

رسالة شكر من الشام

وفي موازة ذلك، أكد قصي عبيدو، الباحث السياسي السوري، أن جمهورية مصر العربية لطالما كانت وما زالت تدعم القضايا العربية، موضحًا أنها تهتم بالشان السوري منذ عقود، وذلك لاعتبار الأواصر بين البلدين، لذلك سوريا لها خصوصية لدى مصر وبالتالي إذا كانت سوريا بخير فمصر بالتاكيد بخير، متابعًا:"هذا الاهتمام من مصر واضح جدًا وتدعم استقرار سوريا".

وأضاف "عبيدو" في معرض حديثه لـ"دار الهلال"، أن تعامل الدول العربية مع الملف السوري بات الشغل الشاغل لهم، وفي مقدمة ذلك الدول المجاورة تحديدًا كالعراق والأردن ولبنان، فهم يبحثون عن ضمان أمنهم وحدودهم، خشية حدوث نزاعات واقتتال في الداخل السوري وانتقاله إلى أراضيهم، أما باقي الدول العربية، بما فيها الخليجية، تسعى لانتقال سلمي للسلطة.

وأوضح أنه بعد سقوط نظام الأسد وتسليم الحكومة السابقة الوزارات لحكومة الإنقاذ بدأت الأخرى بتسيير شؤون المواطنين بحسب الأمكانيات الموجودة والمتوفرة بعد حرب دامت مايقارب 14 عاماً، وعقوبات اقتصادية أثقلت الشعب السوري وزادت من معاناته.

وبناء عليه، يقول "عبيدو" في شأن حكومة الإنقاذ، إن أداؤها "ضعيف" بسبب قلة الامكانيات، ومن جهة أخرى، لأنها تفتقد أهل الاختصاص من "التكنوقراط"، وهذا عائق كبير لأن الخبرة غير متوفرة.

الاكثر قراءة