في مشهد فلكي بديع، يرصد في سماء مصر، الليلة، القمر مقترنًا بكوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي، الذي سيبدو كنقطة بيضاء ساطعة، حيث سيفصل بينهما خمس درجات في ظاهرة تُرى بالعين المجردة.
ظاهرة فلكية
يرى القمر، بداية ليل اليوم الجمعة، مقترنًا مع كوكب "المشتري" في مشهد بديع يرى بالعين المجردة، حيث سيفصل بينهما خمس درجات، بحسب الجمعية الفلكية بجدة.
ويعني مصطلح "الاقتران" اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر، وذلك في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
وسيبدو "المشتري" في هذا الاقتران كنقطة بيضاء ساطعة للراصد بالعين المجردة وعند رصده من خلال المنظار أو تلسكوب صغير سيشاهد قرص الكوكب وحوله أقماره الأربعة الكبيرة التي تعرف بإسم " أقمار جاليلو " وهي: "جانميد"، "كاليستو"، "يوروبا"، "آيوا"، حيث ستظهر كنقاط ضوئية صغيرة قرب المشتري.
وتعد الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية بشكل عام، وليس الاقتران فحسب، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير سوف تبرز المزيد من التفاصيل.
هذا مع العلم، أن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا. أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
عملاق النظام الشمسي
ويعد "المشتري" أكبر كواكب المجموعة الشمسية، وله 79 قمرًا أشهرها أقمار "جاليلو" الأربع، ويتكون المشترى بشكل رئيسي من الهيدروجين، ويشكل الهيليوم أقل بقليل من ربع كتلته، وفي الغالب يحتوي على نواة صخرية تتكون من عناصر أثقل، شكل المشتري كروي مفلطح بسبب سرعة دورانه الكبيرة.
الكوكب يحتوي على العديد من الحلقات، ولكن على عكس حلقات كوكب زحل الشهيرة، فإن حلقات المشترى باهتة للغاية ومصنوعة من الغبار وليس الجليد، ويتميز بأنه يشهد أقصر يوم في النظام الشمسي، ويستغرق يوم واحد على كوكب المشتري حوالي 10 ساعات فقط.
ويعرف "المشتري" بأنه "حامي الكواكب" أو"منقذ المجموعة الشمسية"، حيث يخفض مستوى الخطر الذي يهدد كواكب المجموعة الشمسية، ويحمي الأرض من الكويكبات التي يمكن أن تصطدم بها، ويمتص التأثيرات التي يمكن أن تكون مدمرة للأرض، ويحميها من التعرض للأجرام السماوية التي قد تضربها.