في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة استغلال الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق الشهرة والمكاسب المادية ، حيث يقوم بعض الآباء بتحويل أطفالهم إلى أدوات لإنتاج محتوى فيديوهات يهدف بشكل أساسي إلى حصد أكبر عدد من الإعجابات والمشاهدات، بغض النظر عن التأثير السلبي لذلك على نفسية الطفل وتطوره.
وحول هذا السياق، أوضحت الدكتورة ريهام أحمد عبد الرحمن باحثة الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الهدف الرئيسي وراء هذه الفيديوهات هو تحقيق الشهرة السريعة والربح المادي، فبعض الآباء والأمهات لا يترددون في استغلال أبنائهم للحصول على عدد كبير من المتابعين والإعجابات، بغض النظر عن التأثير السلبي الذي قد يتركه ذلك على الطفل، وهذه الرغبة في الشهرة والمال تدفعهم إلى تجاهل حقوق الصغير ورفاهيته.
وأضافت عبد الرحمن إلى التأثيرات السلبية التي تلحق بشخصية الطفل، وانعكاسها على علاقته بأصدقائه في المدرسة، ومنها مايلي:-
- يعرضهم هذا الاستغلال للتنمر اللاذع من قبل أقرانهم في المدرسة والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يقلل ثقتهم بأنفسهم ويؤدي إلى تشويه صورتهم الذاتية.
- يواجه هؤلاء الأطفال ضغطًا نفسيًا هائلاً بسبب الحاجة المستمرة لإنتاج محتوى جديد، ما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي ويقلل من وقتهم المخصص للدراسة والأنشطة الأخرى.
- يشعرون بأن عليهم الاستمرار في إنتاج المحتوى لجني المزيد من الأرباح، مما يقيد حريتهم ويؤثر سلبًا على نموهم الطبيعي.
- غياب الأهل يجعل الطفل يشعر بالمسؤولية عن نفسه في سن مبكرة، مما يضعف علاقته بوالديه ويؤدي إلى شعوره بنقص الحب والدعم العاطفي.
- ينعكس تأثير الشهرة التي يحظى بها الطفل على علاقاته الاجتماعية في المدرسة ، فبعض الأبناء يصابون بالغرور والتكبر ، يفضلون الاختلاط مع مجموعة معينة من الأصدقاء للحفاظ على صورتهم.
واختتمت باحثة الإرشاد النفسي حديثها، ببعض النصائح للأسرة والمجتمع لحماية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت كالآتي :-
- يجب أن تكون الأسرة قدوة لأطفالها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- احترام خصوصية الأطفال، وأن يكون هناك رقابة عقلانية على ما يشاهدونه وينشرونه.
- تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة أخرى بجانب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل القراءة، الرياضة، والأنشطة المختلفة.
- توجيه الأطفال نحو المحتوى الإيجابي والبناء الذي يعزز ثقتهم بأنفسهم وقيمهم.
- لا بد من سن قوانين تجرم استغلال الأطفال في المحتوى الرقمي وتحديد المسؤوليات القانونية للأفراد والمؤسسات.