انطلقت اليوم الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، وذلك لتسمية رئيس الحكومة الجديد في لبنان، خلفا لرئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وذلك بعد أيام من انتخاب عون رئيسا للبلاد، حيث يتنافس على منصب رئيس وزراء لبنان اثنين من أبرز المرشحين منهما القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، بخلاف ميقاتي الذي يبقى منافسا قويا في التشكيل الجديد للحكومة اللبنانية.
اختيار رئيس وزراء لبنان
وتنصُّ الفقرة الثانية من المادة 53 من الدستور اللبناني، على أنَّ رئیس الجمهوریة، يسمي رئیس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئیس مجلس النواب، استناداً إلى استشارات نیابیة ملزمة یطلعه رسمیاً على نتائجها.
انتهت قبل قليل الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها عون لتسمية الرئيس المكلف في لبنان، لتأليف الحكومة، حيث حصل نواف سلام على 12 صوتا، بينما حصل نجيب ميقاتي على 8 أصوات، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية، إذا احتسب معهم صوت النائب جميل السيد لميقاتي وسجل صوت واحد بلا تسمية، ومن المقرر بدء المرحلة الثانية والأخيرة الساعة الثانية بعد الظهر وفقا للتوقيت المحلي في بيروت.
أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة في لبنان
ويتنافس على المنصب نواف سلام وميقاتي، وذلك بعدما حددت عدة أحزاب وتيارات معارضة في لبنان اسم القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء في البلاد.
وأعلن النائب فؤاد مخزومي عن انسحابه من الترشح إلى رئاسة الحكومة، بعد أن اختاره عدد من النواب المستقلين والمعارضة، موضحا أنه بذلك يفسح المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام.
كذلك أعلن النائب إبراهيم منيمنة عبر منصة "إكس" عن سحب ترشيحه لمصلحة سلام.
وأكدت "الحركة اللبنانية الديمقراطية"، في بيان لها أنها تؤيد عودة نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة في الوقت الحالي، موضحة أنه "لما يتمتع من حث وطني، وخصوصا خلال ترؤسه الحكومة في اصعب ظروف مرت على لبنان، حيث يشكل فريق عمل مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لانقاذ الوطن من الغرق بعد الحرب المدمرة، التي شنها العدو الاسرائيلي على لبنان".
نجيب ميقاتي
تولى نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة في بيروت 4 مرات، بدءاً من عام 2005، بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، حيث تولى رئاسة حكومة تشرف على إجراء الانتخابات النيابية، في عام 2011، أُعيد تكليفه رئيساً للحكومة، ثم قَدَّم استقالة حكومته في 2013، وبعدها تولى مهامه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال حتى فبراير 2014، ثم في 10 سبتمبر 2021، ترأس الحكومة اللبنانية، وكُلف مرة أخرى بعد الانتخابات النيابية في عام 2022، تشكيل الحكومة أيضاً، حيث لا يزال رئيساً لحكومة تصريف الأعمال منذ ذلك الوقت، وتدعمه بعض القوى السياسية في لبنان لتشكيل الحكومة الجديدة.
نواف سلام
ويأتي اسم نواف سلام كالمرشح الأقرب حظا لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو رئيس محكمة العدل الدولية حيث تولى المنصب منذ فبراير 2024، وُلد اللبناني نوّاف سلام عام 1953، ونال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992، وشهادة الماجستير في القانون من كلية الحقوق في جامعة هارفارد، وشهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون.
عمل محاضراً في جامعة السوربون، إلى جانب ممارسته لمهنة المحاماة، وتدرج في المناصب الدبلوماسية، حيث شغل منصب سفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك من عام 2007 إلى 2017.