رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ مخاوف خبراء الأرصاد الجوية من أن تؤدي هبات الرياح التي تصل سرعتها إلى 75 ميلاً في الساعة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية إلى إشعال حرائق جديدة قد تُدمر أجزاء أخرى من ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة و تسبب انتشارا ناريا متفجرا .
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير - أن لوس أنجلوس استعدت لرياح قريبة من "قوة الإعصار" أمس /الاثنين/ قال عنها خبراء الأرصاد الجوية إنها قد تؤجج المزيد من الحرائق في الغابات المدمرة والتي اجتاحت جنوب ولاية كاليفورنيا الأيام القليلة الماضية مع ارتفاع تقديرات الأضرار.
وأفادت أنه بينما كان رجال الإطفاء يكافحون لاحتواء الحرائق المميتة التي استمرت في الاشتعال في ضواحي ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرًا "بالعلم الأحمر" وسط تدهور الظروف .. ومن المتوقع أن تضرب رياح تصل سرعتها إلى 75 ميلاً في الساعة المنطقة في الساعات القليلة القادمة حتى صباح غد الأربعاء، وفقًا لبيان صدر عن الهيئة التي حذرت من احتمالية استمرار "طقس الحرائق"، جنبًا إلى جنب مع الظروف الجافة للغاية .
وقالت عمدة لوس أنجلوس كارين باس أمس /الاثنين/ " تتوقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية رياحًا قريبة من مستوى قوة الإعصار، لذلك نحن نستعد بشكل عاجل .. أولويتي القصوى وأولوية الجميع هي بذل كل ما في وسعنا لحماية الأرواح مع اقتراب هذه الرياح".
وبالفعل، تكافح السلطات منذ يوم الثلاثاء الماضي حرائق قضت على أكثر من 40 ألف فدان من الأراضي، في حين حذر حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم من أن الحرائق قد تصبح الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، بينما تفاقمت الخلافات بينه وبين الرئيس المنتخب الجمهوري دونالد ترامب بشأن استجابة الولاية للأزمة.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" - في تقريرها - أنه لم يتم تحديد سبب الحرائق بعد، ولكن تم رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد شركة المرافق Southern California Edison أمس /الاثنين/ بزعم أنها فشلت في إغلاق خطوط الكهرباء بشكل صحيح على الرغم من التحذيرات، مما أدى إلى اندلاع حريق حي إيتون .. وانخفضت أسهم الشركة الأم Edison International بنسبة 11.9% أمس الاثنين.
وقال متحدث باسم شركة Southern California Edison إن شركته تتفهم حيثيات رفع دعوى قضائية ضدها تتعلق بحريق إيتون، ولكن حتى الآن لم يتم تسلم الشكوى، مضيفًا أن الشركة "ستراجع الشكوى بمجرد استلامها.. ولا يزال سبب الحريق قيد التحقيق".
بالإضافة إلى ذلك، تضررت أسهم شركات التأمين أيضًا مع تزايد التوقعات بالأضرار .. وقدّر محللو "ويلز فارجو آند كومباني" - وهي شركة خدمات مالية عملاقة أمريكية - أن تتجاوز خسائر التأمين 30 مليار دولار، وربما تصل إلى 40 مليار دولار .. وفي يوم الجمعة، توقّع محللو "جي بي مورجان" خسائر على مستوى القطاع تصل إلى 20 مليار دولار، وهو مستوى كان ليصبح بالفعل الأكبر في تاريخ الولاية.
واقترح نيوسوم أمس /الاثنين/ تخصيص 2.5 مليار دولار كتمويل طارئ إضافي لمساعدة لوس أنجلوس في التعافي والتنظيف وإعادة فتح المدارس، وقال في بيان:" تنظم كاليفورنيا خطة مارشال لمساعدة لوس أنجلوس على إعادة البناء بشكل أسرع وأقوى، ولكن سيتعين الموافقة على التمويل من قبل الهيئة التشريعية للولاية.
وأبرزت الصحيفة البريطانية أن أكبر الحرائق - وهو حريق باسيفيك باليسيدز - تمت السيطرة عليه بنسبة 14% فقط بحلول مساء الأمس، مما أثار مخاوف من أن الرياح القوية في الأيام المقبلة قد تعكس التقدم المحرز في مكافحة الحرائق.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من أن "خطر الحرائق الشديد" سيستمر حتى غدا الأربعاء، وقالت إن فئة التحذير الحالية "تحذير العلم الأحمر لحالة خطيرة بشكل خاص" تُستخدم فقط في "أقصى السيناريوهات الخطرة لطقس الحرائق".. وقال المسئولون إن عدد القتلى بلغ 24 في يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يرتفع مع قيام السلطات بتمشيط الحطام بحثًا عن المفقودين.
وتابعت "فاينانشيال تايمز" تقول " إن الكارثة امتدت إلى الساحة السياسية، حيث هاجم ترامب أمس الأول سلطات الولاية لزعمه بأنها فشلت في احتواء الدمار"، وقال " لا تزال الحرائق مستعرة في لوس أنجلوس .. الساسة غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها".. واتهم حاكم كاليفورنيا الديمقراطي باستنزاف احتياطيات المياه لحماية الأنواع المهددة بالانقراض من الأسماك ورفض التوقيع على "إعلان استعادة المياه"، في حين رد مكتب نيوسوم بأنه لا يوجد مثل هذا الإعلان.
وقال نيوسوم - في تصريحات صحفية - " لا أعتقد أن هذا التضليل والمعلومات المضللة تفيد أو تساعد أيًا منا"، مشيرًا إلى أنه دعا الرئيس المنتخب لزيارة المناطق المتضررة لكنه لم يتلق ردًا بعد .. في الوقت نفسه، حذر مسئولو المدينة من المحتالين الذين زادوا أسعار العقارات الإيجارية مع فرار الآلاف من الناس من منازلهم.