أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو أن موسكو ستسعى للحصول على ضمانات لضمان عدم قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأن انضمام أوكرانيا للحلف سيجعل تحقيق السلام مستحيلا.
وقال جروشكو - في تصريحات أوردتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - "بالنسبة لنا هذه الضمانات عنصر أساسي في أي اتفاقات محتملة بشأن الصراع في أوكرانيا، وعنصر لإزالة الأسباب الجذرية لهذا الصراع، ولن نسعى فقط إلى ضمانات قانونية ثابتة تستبعد أي عضوية أوكرانية في حلف الناتو بل سنطالب التحالف نفسه أيضا بتبني هذه السياسة".
وأشار إلى أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو سيستبعد تحقيق السلام في أوكرانيا، لافتا إلى أن هناك آراء مختلفة داخل حلف الناتو بشأن احتمالات قبول أوكرانيا في الحلف، وفي تعليقه على تصريح رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي دعا فيه إلى تأجيل عضوية كييف في الحلف من أجل محادثات السلام، قال جروشكو "إن فيكو محق تماما هنا عندما قام بتقييم هذه الخطط".
كما حذر جروشكو، حلف الناتو من أن روسيا لن تسمح للحلف بتحويل بحر البلطيق إلى بحيرة خاصة به، مشيرا إلى أن استخدام كلمات مثل "السيطرة" هو دليل آخر على رغبة الحلف في تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة تابعة له، مؤكدا أن روسيا لن تسمح بحدوث ذلك، وأنها ستفعل كل شيء "لحماية وصيانة" مصالحها.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو أعلنت بالفعل عن إجراءات انتقامية لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وقال "نود أن يظل بحر البلطيق بحرا للتعاون والتفاعل، فضلا عن كونه ممرا مائيا للتجارة"، مشيرا إلى أنه لا توجد آفاق لتنفيذ خطط الناتو.
وأضاف جروشكو "ستتابع روسيا عن كثب خطاب خصومها، وفيما يتعلق بالتدابير المحددة فسيتم تحديدها اعتمادا على الأنشطة التي يقوم بها حلف الناتو ودول الناتو الفردية في بحر البلطيق".
يُشار إلى أنه في مؤتمر صحفي عقب قمة هلسنكي لدول البلطيق، أعلن الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إطلاق مهمة بحر البلطيق، بهدف حماية البنية التحتية تحت الماء، بما في ذلك كابلات الطاقة والبيانات، وجاء إطلاق المهمة ردا على الضرر الذي لحق بكابل تحت البحر يربط فنلندا وإستونيا.
وقد حذر جروشكو من أن سياسة حلف الناتو المتمثلة في توسيع هيمنته على مستوى العالم تزيد من خطر اندلاع صراع مسلح عالمي.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2 بالمائة ليس كافيا وأن الهدف هو الوصول إلى مستوى 5 بالمائة.
وأشار جروشكو إلى أنه "يبدو أن هناك إجماعا ناشئا بين الأعضاء الأوروبيين في الكتلة على ضرورة اتخاذ قرار رسمي بشأن رفع مستوى الإنفاق الدفاعي وهذا لا علاقة له بالوضع الأمني الحقيقي".
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي "هذا هو السبب وراء الإفراط في تسليحهم ومحاولاتهم لتحقيق الأهداف الجيوسياسية والعسكرية المنصوص عليها في وثائقهم الاستراتيجية، وخاصة الوثائق الأمريكية، وتأمين تفوقهم العسكري في جميع المجالات على الأرض وفي الجو وفي البحر وفي الفضاء والفضاء الإلكتروني، وكذلك في جميع مسارح الحرب المحتملة، مما يزيد من خطر الصراع المسلح العالمي".
ولفت إلى أن "هدفهم الوحيد هو الحفاظ على الهيمنة التي تفلت من بين أصابعهم، ومنع ظهور عالم متعدد الأقطاب والذي بدأ بالفعل".
وأكد جروشكو أن روسيا تمتلك ما يكفي من الوسائل التكنولوجية وغيرها لضمان أمنها، وقال "يشمل هذا بشكل خاص الاختبار الأخير لنظام صواريخ أوريشنيك، والاعتماد على قواتنا النووية والتكنولوجيات الجديدة التي تشغلها قواتنا المسلحة، والتي تجعل من الممكن أن نكون على ثقة في أن قدرتنا الدفاعية وأمننا سوف يتم ضمانهما بالكامل".