تحل علينا مع مغرب غدٍ الأحد ذكرى ليلة الإسراء والمعراج التي أُسري فيها بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء حيث رأى من آيات ربه الكبرى وفُرضت الصلوات الخمس.
إحياء ليلة الإسراء والمعراج
وفي هذه المناسبة، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات، ومن أبرزها إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والاستغفار.
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
وفي شأن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، تقول دار الإفتاء المصرية، إن "المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أن الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب الأصم؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتى أنواع الطاعات والقربات هو أمر مشروع ومستحب، فرحًا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتعظيمًا لجنابه الشريف".
أما عن الأقوال التي تحرم على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم، توضح الإفتاء، أنها "أقوال فاسدة وآراء كاسدة لم يسبق مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها".
صيام يوم الإسراء والمعراج
وحول صيام يوم الإسراء والمعراج، قالت الإفتاء، إنه "يجوز صوم يوم الإسراء والمعراج احتفاء بأن الله منَّ على رسولنا صلى الله عليه وسلم بتلك المعجزة وبفرض الصلوات الخمس، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»".
أحداث ليلة الإسراء والمعراج
وتتلخص أحداث رحلة الإسراء والمعراج -بحسب دار الإفتاء المصرية- في أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- سار ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا البراق، وهو دابة يضع قدمه عند منتهى بصره، وقد كان معه جبريل -عليه السلام-، أو كان معهما ميكائيل -عليهم السلام-، فأخذ سمت الطريق إلى المدينة، ثم إلى مدين، ثم إلى طور سيناء حيث كلم الله موسى -عليه السلام-، ثم إلى بيت لحم حيث ولد عيسى -عليه السلام-، ثم انتهى إلى بيت المقدس، وقد جاء في روايات ضعيفة أنه نزل في كل موضع من هذه المواضع وصلى بإرشاد جبريل -عليه السلام-.
وقد أطلعه الله -تعالى- أثناء ذلك المسير على أعاجيب شتى من الحكم والحقائق التي ينتهي إليها ما يجري في عالم الظاهر من شؤون الخلق وأحوال العباد.
وكان النبي -صلى عليه وسلم- يسأل جبريل عن مغازيها فيجيبه عنها، ولمَّا انتهى به السير إلى بيت المقدس دخله فجمع الله له حفلًا عظيمًا من عالم القدس من الأنبياء والمرسلين والملائكة، وأُقيمت الصلاةُ فصلَّى بهم إمامًا، وفي قول: أنَّ صلاته بهم كانت بعد رجوعه من السماء.
وفيما يخص المعراج، فتوضح الإفتاء أنه يتلخص في أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قد صعد إلى السموات السبع واخترقها واحدة فواحدة، حتى بلغ السابعة، وفي كل واحدة يلتقي واحدًا أو اثنين من أعلام الأنبياء، فلقي في الأولي آدم -عليه السلام-، وفي الثانية يحيى وعيسى -عليهما السلام-، وفي الثالثة يوسف -عليه السلام-، وفي الرابعة إدريس -عليه السلام-، وفي الخامسة هارون -عليه السلام-، وفي السادسة موسى -عليه السلام-، وفي السابعة إبراهيم -عليه السلام-، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى ما فوقها إلى مستوى سَمِع فيه صريفَ الأقلام تجري في ألواح الملائكة بمقادير الخلائق التي وكلوا بإنفاذها من شؤون الخلائق يستملونها من وحي الله -تعالى-، أو يستنسخونها من اللوح المحفوظ الذي هو نسخة العالم، وبرنامج الوجود الذي قدره الله -سبحانه وتعالى-.
ثم كلَّمه الله في فريضة الصلاة، وكانت في أول الأمر خمسين، فأشار عليه موسى -عليه السلام- بمراجعة ربه وسؤاله التخفيف، فما زال يتردد بينهما ويحط الله عنه منها حتى بلغت خمسًا، فأمضى أمر ربه ورضي وسلم.
ليلة الإسراء والمعراج
وسوف تبدأ ليلة الإسراء والمعراج مع مغرب غدٍ الأحد 26 رجب 1445هـ الموافق 26 يناير 2025 وتستمر حتى فجر الاثنين 27 رجب 1445هـ الموافق 27 يناير 2025.