أعرب الدكتور محمد حسن عبد الحافظ أستاذ الأدب الشعبي المساعد بأكاديمية الفنون، عن سعادته اليوم بمعرض القاهرة للكتاب، ووجه الشكر على دعوته لمناقشة عمل مهم للكاتب فتحي عبد السميع، فهو صاحب إسهام ثري ويظهر ذلك من خلال عنوانه الشاعري لكونه شاعر في الأساس، فهو من القلة القلائل من المثقفين الذين يتميزون بعقلانيته ويعمقون إيصال صورة ثقافية أكبر من كونها صورة علمية، بعيدا عن الجماليات الشكلية.
وتابع: ففي كتابه "التراث الخفي": الأسطورة السومرية والرواية الخلجية للسيرة الهلالية" نجح فتحي عبد السميع في التماس الإسهام بالمعرفة، فالكتاب يعد رحلة معرفية خاصة به، ورحلة معايشة مع سيرة بني هلال أو السيرة الهلالية، وربطها بروح الصعيد، وكان يظن في بداية هذه الرحلة أن هذه الملحمة هي نص صعيدي خاص، لكن في هذه الرحلة ومن خلال الكتاب قدم التراكم الذي حدث في هذه الرحلة، ولم يقتصر على مدرسة دون غيرها، بل تجاوز الأمر حدود مصر، كالجزائر وموريتانيا وشمال نيجيريا وغيرها.
وأوضح: ميزة الباحث المثقف أن ينتج أسئلة ويتشابك مع الإجابات، وهذا ما فعله فتحي عبد السميع في كتابه، ومن خلال تتبعه والبحث الجاد استطاع أن ينتج هذا العمل البديع وقدم لنا معرفة خاصة جدا عن عالم السيرة الهلالية، كما تتبع الخطوط المشتركة بين الحكاية والسيرة على مستوى أسماء العلم كالعقيلي أو بنو عقيل، وإريازيا في السيرة الهلالية، وعاليا في العقيلية، ومن ناحية أخرى الفضاء الجغرافي، وكذلك الأفكار الرئيسية، وغيرها.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.