السبت 1 فبراير 2025

فن

"كوكب الشرق".. كيف وصف الخبراء قوة صوت أم كلثوم؟

  • 1-2-2025 | 10:14

أم كلثوم

طباعة
  • نوران الرجال

 يحمل صوت أم كلثوم، مزيجًا من القوة والعذوبة والعمق والانسجام، مما جعله يتربع على عرش الموسيقى العربية ويحتل مكانة فريدة في قلوب المستمعين،  كانت تملك قدرات صوتية استثنائية تجعلها تتجاوز الحدود الطبيعية وتصل إلى عوالم فنية لا يمكن لأي مطربة أو مطرب أخرى الوصول إليها.

ووصف بعض اللغويّين والملحنين والخبراء في صوتيات الأصوات،  صوت أم كلثوم بأنه إحدى الهبات الربانية التي تعطيها الله مصر، كانت تستطيع  بلوغ مستويين فوق التون العادي، وهو ما يعني أنها تتجاوز 16 مقامًا، وهذا ما لم يصل إليه أي صوت نسائي قبلها.

ولم يقتصر عظمة صوت أم كلثوم  على القوة والتجاوز الصوتي، بل كانت تزداد بريقًا وجمالًا مع تقدمها في العمر، ففي سنواتها الأخيرة، كان صوتها العادي يصبح أقرب إلى الطبيعة الذكورية، ولكنها لم تفقد قدرتها على إيصال الأداء الغنائي بكل أحاسيسه وعواطفه، وهو ما أثبتته في أغنيتها الشهيرة "الأطلال" التي غنّتها في سن السبعين، وكأنها تستحضر حيويتها وشبابها من جديد، مما أثار إعجاب الكثيرين.

واعتبر الدكتور طه محمد عبد الوهاب، الخبير في مجال الأصوات والمقامات،  أن أم  كلثوم أداءً فنيًا متميزًا وشجاعًا على مدار سنواتها الفنية الحافلة، وأثبتت جدارتها في فن الغناء بقوة صوتها القوية وحرفيتها البارزة.

وأكد الدكتور طه محمد عبد الوهاب، وفي تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"، أن أم كلثوم كانت تتميز بقوة صوتها ومرونتها في آن واحد، مما جعلها تستطيع تغطية ثلاثة أوكتافات ببراعة وسلاسة، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف المساحة الصوتية العادية، وقد أثبتت أم كلثوم تفوقها الصوتي في تسجيلاتها العديدة وحفلاتها المباشرة، حيث كانت تتحكم بصوتها بإتقان وتغني بكل يسر وسهولة.


وتابع: "لا يقتصر الأمر على قوة صوت أم كلثوم فحسب، بل كانت تمتلك حرفية متقنة في الغناء وقدرة عالية على التنقل بين المقامات الموسيقية ببراعة وسلاسة،  فقد كانت تتحول من مقام إلى آخر دون عناء أو خلل، وتعرف بالدقة التامة ماذا تريد من كل مقام وكيف تبرز قدراتها الصوتية".

ولا يمكن نسيان تربيتها الدينية وشغفها بقراءة القرآن منذ الصغر، والتي كانت شيئًا مهمًا في تطور صوتها وإتقان أدائها،  فشغفها بالتلاوة وتعلقها بأحكام الإنشاد، كانت من أهم العوامل التي ساعدتها على تطوير صوتها ومهاراتها الفنية.

إلى جانب ذلك، فإن غنائها منذ طفولتها دون استخدام ميكروفون، كان يسهم في تقوية صوتها وإبراز جمالياته وقوته، وهذا ما كان يميّزها عن غيرها من الفنانين في ذلك الوقت، ويساهم في جعل صوتها لا يضاهى في عالم الفن العربي.

فصوت أم كلثوم ليس مجرد صوت عادي، بل هو إعجاز إلهي يفوق الحدود الطبيعية ويصل إلى قلوب المستمعين بكل تأثير وإبداع، مما جعلها تحتل مكانة فريدة في تاريخ الموسيقى العربية وتبقى رمزًا للفن والأصالة حتى يومنا هذا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة