الأربعاء 5 مارس 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ 56 يناقش «تأثير فاطمة المعدول على ثقافة الطفل جيل الرواد»

  • 2-2-2025 | 20:31

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت القاعة الرئيسية ندوة بعنوان «تأثير فاطمة المعدول على ثقافة الطفل جيل الرواد»، والتي شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة شهيرة خليل، رئيس تحرير مجلة سمير ومدير مركز التراث الصحفي بدار الهلال، والدكتورة عطية خيري، المخرجة ومنتجة الجرافيك والرسوم المتحركة، والسيناريست وليد كمال، عضو اتحاد كتاب مصر، بالإضافة إلى الدكتورة رشيدة الشافعي، رئيس لجنة فنون الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة.


أدارت الندوة سمية الألفي، خبيرة حقوق الطفل ورئيس الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة.
 

وفي بداية الندوة، أكدت سمية الألفي أن هذه الجلسة تُعد الرابعة ضمن سلسلة لقاءات تسلط الضوء على شخصيات مصرية تركت أثرًا بالغًا في المجتمع، مشيرة إلى أن اللقاءات السابقة كانت ناجحة ومؤثرة، حيث جمعت أصدقاء وزملاء ومحبي فاطمة المعدول.

أسلوب جديد مبتكر 

وتحدثت الدكتورة رشيدة الشافعي عن تجربتها مع فاطمة المعدول قائلة: «عرفتها لأول مرة خلال مشاركتي في لجنة بمهرجان الإذاعة والتلفزيون في التسعينيات، حيث كانت هي ضمن لجنة أخرى.. دخلت علينا وعرضت فيلمًا جديدًا بأسلوب مبتكر، لكنني أخبرتها أن هناك من سبقها في هذا الأسلوب، ما جعلها تأخذ عني انطباعًا غير جيد، إلا أن علاقتنا تحولت لاحقًا إلى صداقة وثيقة عندما طلبت مني مساعدة طالب مريض بالسرطان في دخول الامتحان، وهو ما تم بالفعل».


وأشارت «الشافعي» إلى أن المعدول كانت شخصية نقية القلب، طيبة وكريمة، تعاملت مع كبار المخرجين مثل حسين النمر، أحمد فوزي، ونسرين نجيب، وكانت دائمًا تختار التعاون مع المبدعين.

 الأفكار الفلسفية العميقة

والدكتورة عطية خيري، فأشادت بقدرة فاطمة المعدول على تحويل الأفكار الفلسفية العميقة إلى محتوى بسيط يصل إلى الأطفال، حتى قبل سن المدرسة، واستشهدت بكتابها "وظيفة لماما"، الذي يبرز الدور الكبير للأم في حياة الأسرة من خلال قصة أطفال يبحثون عن وظيفة لوالدتهم، ليكتشفوا أنها تقوم بكل المهام من خياطة وطهي وتعليم، مؤكدة أن المعدول تمتلك عبقرية فريدة في كتابة الحوارات البسيطة والمؤثرة.

و أشادت الدكتورة شهيرة خليل بدور المعدول» في دعمها للمبدعين، قائلة:«وقفت بجانبي عندما توليت رئاسة تحرير مجلة سمير، ووفرت لي كتبًا ورسومًا جيدة ساعدتني في تطوير المجلة بالكامل.. كانت دائمًا تتابعني وتقدم لي الدعم، وهي بالنسبة لي قدوة حقيقية».

 وتحدث  السيناريست وليد كمال، عن تجربته مع «المعدول» حيث كان يعمل تحت إدارتها بالمركز القومي لثقافة الطفل قبل 25 عامًا. وأوضح أنها كانت معروفة بشخصيتها القوية، لكنها رفعت من شأن المركز، وكانت تتمتع بجانب إنساني كبير، حيث كانت تقول دائمًا: «محدش ليه دعوة بالرجالة، دول فاتحين بيوت»، إلا أن الجميع كان يلبي طلباتها دون تردد.


وأضاف «كمال» أنه حينما كان شابًا في الخامسة والعشرين، عرضت عليه فرصة نشر أول قصة له بالمركز، لكنه خشي تقديمها لها مباشرة، فلجأ إلى رئيسه المباشر، وعندما وافقت لجنة النشر، طلبت المعدول مراجعة القصة بنفسها واشترطت اختصارها قبل نشرها، وهو ما اعترض عليه في البداية، لكنه لاحقًا أدرك أهمية التعديل، وحصلت القصة على إعجاب واسع وجوائز مرموقة.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.


انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة