استضافت قاعة «فكر وإبداع»، ضمن محور «كاتب وكتاب»، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة ثقافية لمناقشة كتاب »من أوراق محمد عبده المجهولة.. مشروع استقلال مصر»؛ للدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور وليد غالي.
وشارك في الندوة الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وأدارتها الدكتورة إنجي خالد أحمد، المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.
في بداية الندوة، أوضحت الدكتورة إنجي خالد أن الكتاب، الصادر عن دار الشروق، يتميز بطرحه الفريد؛ وأشارت إلى أن الكتاب يستعرض تاريخ مصر منذ عام 1879م؛ وحتى الاحتلال الإنجليزي، مؤكدةً على حجم المقاومة الكبيرة في مواجهة الاحتلال؛ وأن الكتاب يتناول سيرة الإمام محمد عبده، وأفكاره الثورية، ونشاطه السياسي، كما يحتوي على وثيقة تثبت أن الإمام محمد عبده لم ينقطع عن العمل السياسي بعد فشل الثورة العرابية.
وأوضح الدكتور عماد أبو غازي، أن قصة الكتاب بدأت عام 2014م، عندما طلب منه الدكتور وليد غالي، فحص كتابات الإمام محمد عبده التي حققها الدكتور محمد عمارة؛ وأشار إلى أنه زار لندن؛ وفحص مجموعة المخطوطات الخاصة بالإمام محمد عبده، المرتبطة بموضوع الكتاب.
محمد عبده.. مجددًا ومصلحًا دينيًا
و أعرب الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب، جامعة القاهرة، عن سعادته بالمشاركة في مناقشة الكتاب؛ وأشار إلى أن الدكتور أبو غازي اكاديمي متخصص بارز في دراسة الوثائق والمخطوطات وكشفها ونشرها؛ وأكد أن الإمام محمد عبده كان مجددًا ومصلحًا دينيًا في القرن العشرين، وأدى دورًا كبيرًا في الحركة الوطنية المصرية؛.
وأشار«عفيفي» إلى أن جمال الدين الأفغاني، أستاذ الإمام محمد عبده، كان شخصية مثيرة للجدل في التاريخ؛ وأضاف أن الكتاب ينقد المقولة المنسوبة إلى الإمام محمد عبده بعد فشل الثورة العرابية، «لعن الله السياسة»، حيث يؤكد على استمرارية نضاله السياسي؛ وأوضح أن الكتاب يطرح مشروع استقلال مصر، مسلطًا الضوء على استمرارية الحركة الوطنية، ومشروع استقلال مصر منذ الاحتلال البريطاني وحتى جلاء آخر جندي إنجليزي.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.