الإثنين 3 فبراير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب يقدم ندوة «الفلسفة والتصوف في مصر» بالصالون الثقافي

  • 3-2-2025 | 19:44

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت الجلسة الثالثة للصالون الثقافي؛ بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 56؛ اليوم مناقشة ثرية تحت عنوان «الفلسفة والتصوف في مصر»، حيث اجتمع نخبة من المفكرين والباحثين لمناقشة العلاقة العميقة بين الفلسفة والتصوف، وأثرهما في تشكيل الوعي الديني والفكري عبر العصور. 

الفلسفة.. أعلى تجليات العقل الإنساني

وافتتح الجلسة الدكتور عبد الحميد مدكور، موجّهًا الشكر لإدارة المعرض، ممثلة في الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، على جهوده في تنظيم هذا اللقاء الفكري الذي جمع رموز الفلسفة والتصوف في مصر.

وتحدث «مدكور» عن الفلسفة كأعلى تجليات العقل الإنساني، مؤكدًا أن دراستها لا تكتمل إلا بفهم امتداداتها في الفلسفات الإسلامية والمسيحية والتصوف، باعتبارها جميعًا محاولات للإجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى؛ كما شدد على أهمية الفكر النقدي في تغذية العقل البشري؛ وإبقائه متفاعلًا مع القضايا المعاصرة، مطالبًا بإعادة الاعتبار لدراسة الفلسفة بين الشباب، وعدم حجبها عنهم.

عبد الحليم محمود... شيخ الأزهر المتصوف

وتناول الدكتور جمال رجب سيدبي؛ سيرة الإمام عبد الحليم محمود، أحد أبرز شيوخ الأزهر المتصوفين في القرن العشرين، موضحًا أن نشأته الدينية أثّرت في تكوينه العلمي، حيث جمع بين الفقه والتصوف، متبنيًا منهج الوسطية والاعتدال؛ وركّز على موقف عبد الحليم محمود؛ النقدي؛ من بعض مدارس التصوف، حيث كان يرى أن التصوف الصحيح يجب أن يكون مقيدًا بالكتاب والسنة، وألّا يُستخدم كذريعة لإسقاط التكاليف الشرعية؛ كما أشار إلى موقف الإمام؛ من مفهوم الكرامة؛ عند؛ أبي الحسن الشاذلي، إذ كان يرى أن الاستقامة على منهج الله هي الكرامة الحقيقية، وأن من لديه كرامة لا يبوح بها.

ذو النون المصري..  من أوائل المتصوفة المسلمين

و ناقش الدكتور عبد الراضي عبد المحسن؛ تطور التصوف في مصر، موضحًا أن التصوف لا يُدرك إلا بالذوق، فهو ليس مجرد نظريات، بل تجربة روحية يعيشها المريد؛ وأشار إلى أن بعض رواد الإصلاح، مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، حاولوا تحديث الفكر الإسلامي، لكن الإصلاح توقف عند حد معين، مما يدفعنا اليوم إلى إعادة النظر في المسلك الروحي كمنهج إصلاحي بديل.

واستعرض الدكتور عبد المحسن؛ شخصية «ذي النون المصري»، أحد أوائل المتصوفة المسلمين، الذي عرف بالزهد والتأمل العميق في أسرار الوجود؛ كما تطرق إلى دور التصوف في مواجهة التيارات الفكرية المختلفة، وضرورة استعادة مكانته في المجتمع.

دور الفلسفة الإسلامية في العصر الرقمي

وقدم الدكتور محمد صالحين، ورقة بحثية بعنوان «آفاق الفلسفة الإسلامية في عصر الرقمنة»، حيث ناقش تأثير التكنولوجيا على الفكر الفلسفي، وطرح عدة مقترحات لتحديث دراسة الفلسفة الإسلامية، مثل رقمنة التراث الفلسفي، وإدخال التصوف في مناهج البحث الأكاديمي، وتوظيف الرقمنة في نشر الفكر الصوفي عالميًا.

وفي ختام الجلسة، شدد الدكتور عبد الحميد مدكور؛ على ضرورة إعادة النظر في دور التصوف في المجتمع، ليس فقط كممارسة روحية.

وبهذه الجلسة، فتح «الصالون الثقافي» بابًا مهمًا للحوار حول العلاقة الجدلية بين الفلسفة والتصوف، كحقلين معرفيين يكمل كل منهما الآخر، ليشكلا معًا رؤية متكاملة للإنسان والكون والوجود.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة