علق الدكتور أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة "في أي ماركتس" في مصر، على قرارت التعريفات الجمركية، التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في رئيسها دونالد ترامب على السلع المستوردة من كندا والمكسيك والصين.
وقال الدكتور أحمد معطي، إن فرض التعريفات الجمركية كان أحد الوعود ضمن حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، حيث إنه يعتقد أنها أفضل وسيلة للضغط على الدول، والتي يمكن من خلالها تحقيق مستهدفاتها، بمعنى أنه يستخدمها كـ"كارت تهديد".
ويضيف "معطي" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن ذلك يأتي إلى جانب أن الولايات المتحدة وصلت إلى أعلى معدل ديون في تاريخها، بما يبلغ 34 تريليون دولار، ولذلك يعتقد الرئيس الأمريكي أنه حتى يستطيع سداد تلك الديون سيسلك أكثر من تجاه، منها فرض التعريفات الجمركية، وبالتالي، فإنه يرى أنه قادر من خلال ذلك على خفض مستوى الديون.
ومن جانب آخر، يرى الرئيس الأمريكي، أن هناك دول تجمعها مع الولايات المتحدة اختلال في "الميزان التجاري" بمعنى أن البلاد تستورد منها أكثر مما تصدر لها، وبالتالي حتى يتجاوز تلك النقطة سوف يرفع عليهم التعريفات الجمركية، مما سيؤدي إلى خفض تلك الصادرات، ولذلك هو يتجه إلى تشجيع المصانع الأمريكية لكي تصنع البدائل لتلك المنتجات، بحسب ما يذكره الخبير الاقتصادي.
ويوضح أن الرد بطريقة "المثل بالمثل" التي طبقتها البلدان في التعامل مع قرارات ترامب في هذا الشأن كانت مناسبة، ولكن في الأخير حصل تراجع من قبل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وذلك لأن الرئيس الأمريكي حقق مستهدفاته من وراء هذا القرار، إذ كان يضغط عليهم لتعزيز أمن حدودهما، وهو ما كان.
ويؤكد أن هذا يعني أن التعريفات الجمركية استخدمت بواسطة ترامب كـ"ورقة تهديد"، مذكرًا بحديثه (ترامب) حول إن تلك الآلية أفضل طريقة لمواجهة الأزمات الاقتصادية.
وفي تقديره، أن الولايات المتحدة ستستفيد من القرارات التي اتخذها دونالد ترامب في هذا الشأن، ولكن إن زادت عن حدها فسوف تنعكس على البلاد بالسلب، حيث من الوراد أن تشكل الدول تحالفات ضد واشنطن، كما يُمكن أن تؤدي إلى رفع معدلات التضخم في البلاد.
ولكن في رأي "معطي" الذي يختتم به حديثه، أن حدوث هذا الأمر صعب إلى حد ما، لأن ترامب يستطيع إدارة تلك الأمور بشكل جيد، ويعزز ذلك أنه سبق أن اتخذ إجراءات مماثلة في ولايته الأولى.